الاحتياط في التعامل مع فرد مشكوك يتأرجح بين الخوفين فإن إخراج فرد على الظن وعدم الحجة أثقل في الميزان ذنبا وأخطر في الدنيا أثرا من إدخال مدع من الأغيار شبهة وظنا. فالذي يدخل نفسه في ربقة الهاشميين وهو يعلم أنه ليس منهم فقد أضر بآخرة نفسه لمكان انتحال اسمهم وسرقته حقهم ظلما ومثل هذا ربح دنياه على كل حال وخسر آخرته ولا يلحق ضرره الفاحش إلا بنفسه. أما إخراج الهاشمي من دوحته وقطعه من شجرته فإنه يترتب عليه خسرانان أحدهما في الدنيا بخسران شرف النسب الرفيع وما يترتب عليه من حقوق والثاني في الآخرة. بإغرائه على الخروج من مسلكه وتعاطيه ما لا يجوز له و أكله ما لا يحل عليه هذا مضافا إلى ما يتحمله من عذاب نفسي لا ينفك عنه مدى الحياة. وإذا كان الأمر كذلك أوليس من الأجدر الإغماض عن أهون الشرين كي لا نرتكب وزر عدم المودة للقربى بظلمهم من حيث لا نشعر. ولا نشفق على من تقدم عالما عامدا على اقتراف المعصية طمعا في الدنيا بردعه قهرا عن عمله بإنكار نسبه ونكون بحجة حماية الهاشميين قد استخدمنا شفرة لا تفري إلا أوداج الهاشميين الكرام، فكلنا يعلم أن من تجرأ على الله من العوام بادعاء السيادة لا يردعه هذا الإقدام عن ارتكاب ما هو أشنع في زي العوام. فلم لم ندع العصاة المتعمدين وما هم يقترفوه ونترك أمرهم إلى الله الذي يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور. ولا نرتكب بغرور أو جهل ما يصدع قلب الرسول (ص) بإنكار فرع من شجرته الطيبة وطرده عن مقامه النسبي بجزم لا مبنى له إلا الظن واحتمال خلافه قريب جدا. فإن كان الغرض من تلك الكلمات اللا مسؤولة كما يزعمون هو حماية السادة من هدر حقوقهم
(٩)