أولاد الإمام محمد الباقر (ع) - السيد حسين الزرباطي - الصفحة ١٦
نفوس وكم تذهل المراضع عما أرضعت ويفر المرء من صاحبته وبنيه وما أكثر هذه المشاهد في زماننا. فذاك شعب فلسطين وذاك شعب لبنان وهذا شعب العراق والبوسنة وشعوب وشعوب نكبت ببركة السياسة والسياسيين وتفرق جمعها ووقعت الفرقة بين أفراد أسرها فكم من أب لا يعلم مصير أولاده وكم من أخ قطع عن أخيه وهكذا. وقد يطول زمان الفرقة وتستمر أسباب الابتعاد والافتراق وتنقطع الأخبار رغم كثرة وسائل الاتصال والنقل حتى تحول الغربة بين القريب و القريب تماما وعلى ذلك شواهد كثيرة في عصرنا.. ترى كيف بتلك القرون الغابرة التي لا يشك أحد بما جرى فيها من القتل والتشريد بحق أهل البيت عليهم السلام وشيعتهم.. وإذا كان الضائعون في عصر الذرة والمشردون عن ديارهم عاجزين عن إثبات وجودهم لأهليهم مع توفر الإمكانات فلم نستبعد العجز على الغابرين مع فقدانهم كل وسيلة في تعريف أنفسهم للقريب أو الغريب المتبطر؟.
وأخيرا فإن تصريح المشهور بالانكار وصمت غالب المصادر عن الموضوع وصعوبة مسلك البحث كل ذلك لم يحل بيني وبين المضي في المحاولة مهما كانت أولية. فالاطمئنان بالقضية والأمل في العثور على القدر الكافي من الأدلة المثبتة شجعاني على ذلك. فإن بلغت فهو المطلوب وإن حالت الظروف بيني وبين غاية المراد في المسألة فما جمعته في هذه الأوراق لا يخلوا قطعا من فائدة كمادة أوليه قد يستعين بها غيري ممن يحالفه التوفيق في تتبع هذه المسألة الخطيرة مستقبلا.. فوالله إني ما رفعت ولا وضعت قدما في هذا الطريق
(١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 ... » »»