الغيب غير المنظور والمعروف لنا بصورة كاملة، كما أن ظاهرة وجود الإعداد المعينة الخاصة في الاصطفاء ليست ظاهرة مختصة بهذه القضية وفي هذه الأمة حتى يقال أن هذه ظاهرة غريبة، وإنما توجد ظواهر أخرى مماثلة لها في الأمم السابقة.
ومن هذه الظواهر التي تقرب هذا المعنى، ظاهرة النقباء الاثني عشر في بني إسرائيل، والذين يشير إليهم القرآن الكريم في عدة مواضع، منها قوله تعالى: ﴿ولقد أخذ الله ميثاق بني إسرائيل وبعثنا منهم اثني عشر نقيبا وقال الله إني معكم لئن أقمتم الصلاة وآتيتم الزكاة وآمنتم برسلي وعزرتموهم وأقرضتم الله قرضا حسنا لأكفرن عنكم سيئاتكم ولأدخلنكم جنت تجري من تحتها الأنهر فمن كفر بعد ذلك منكم فقد ضل سواء السبيل﴾ (1) وقضية النقباء الاثني عشر - أيضا - هذه قد تكون المثال لما يجري في الأمة الإسلامية الخاتمة، حيث أشرت في حديث سابق ما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وآله من تطابق الأحداث في الأمة الإسلامية بما يجري في الأمم السابقة حذو النعل بالنعل، كما جاء في تعبير بعض