الصادق عليه السلام واتته ظروف خاصة مكنته من القيام بعمل عظيم على مستوى العالم الإسلامي وعلى مستوى بناء الجماعة الصالحة المتمثلة بأتباع أهل البيت عليهم السلام ، حيث كان الإمام الصادق عليه السلام الإمام الثالث من أئمة أهل البيت عليهم السلام الذين طال بهم عهد الإمامة نسبيا وكان أطول أئمة أهل البيت عليهم السلام عمرا، باستثناء سيدنا ومولانا الإمام الحجة (عج)، وقد قام الإمام الصادق عليه السلام باعتبار هذه الخصوصيات من ناحية، والظروف السياسية المحيطة به من ناحية أخرى، وهي ضعف الدولة الأموية وبداية تأسيس الدولة العباسية، كل هذه الظروف وما يشبهها هيأت له فرص نادرة تمكن فيها الإمام عليه السلام من أن يديم حركة الأئمة عليهم السلام في الدفاع عن الإسلام والقيام بواجبات الإمامة تجاه الأمة الإسلامية، وبصورة خاصة تأسيس وبناء الحوزات العلمية، وتوسيع نشاطها في العالم الإسلامي، حتى أصبح الإمام الصادق عليه السلام عنوانا لها - أيضا - والأستاذ الذي تربت عليه المدارس الإسلامية، وأخذ منه مختلف علماء الإسلام وعلى مختلف مذاهبهم.
الحديث عن الإمام الصادق عليه السلام حديث واسع، ونحن نعيش هذه الأيام ذكرى شهادته، ولذلك أحاول أن أبدأ بموضوع مهم بمناسبة هذه الذكرى، يرتبط بأئمة أهل البيت عليهم السلام، وهذا الموضوع وهو بحث