أضواء على عقائد الشيعة الإمامية - الشيخ جعفر السبحاني - الصفحة ٥٧٧
أرش الخدش " (1).
ج - روى أبو بصير - في حديث - عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " يا أبا محمد! وإن عندنا الجامعة، وما يدريهم ما الجامعة؟ " قال قلت: جعلت فداك، وما الجامعة؟
قال: " صحيفة طولها سبعون ذراعا بذراع رسول الله (صلى الله عليه وآله) وإملائه من فلق فيه، وخط علي (عليه السلام) بيمينه، فيها كل حلال وحرام، وكل شئ يحتاج إليه الناس حتى الأرش في الخدش " (2).
د - روى أيضا عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سمعته يقول - وذكر ابن شبرمة - " أين هو من الجامعة، إملاء رسول الله وخطه علي بيده، فيها جميع الحلال والحرام حتى أرش الخدش " (3).
إلى غير ذلك من الروايات الحاكية لخصوصيات الكتاب وميزاته الذي رواه أصحاب المعاجم من محدثي الشيعة، فتسمية أئمة أهل البيت تارة بكتاب علي، وأخرى بالجامعة، وثالثة بصحيفة علي، والكتاب، يعرب عن عناية الإمام بضبط أحاديث الرسول (صلى الله عليه وآله)، كما يعرب عن عناية سيد الثقلين، بكتابة حديثه، ليبقى على مر العصور والقرون، لا يعتريه الوضع والدس.
وفي العصر الذي كان الناس يروون عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنه قال: لا تكتبوا عني!! ومن كتب عني غير القرآن فليمحه (4) وإن فريقا من الصحابة استأذنوا النبي (صلى الله عليه وآله) أن يكتبوا عنه فلم يأذنهم (5)!
وفي العصر الذي كانت مدرسة الخلفاء تروج تقليل الرواية عن الرسول،

(١) بصائر الدرجات: ص ١٤٧.
(٢) الكافي ١: ٢٣٩، بصائر الدرجات: ص ١٤٣.
(٣) بصائر الدرجات: ١٤٦.
(4) الدارمي، السنن 1: 119، والإمام أحمد 3: 12.
(5) المصدر نفسه.
(٥٧٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 572 573 574 575 576 577 578 579 580 581 582 ... » »»