أضواء على عقائد الشيعة الإمامية - الشيخ جعفر السبحاني - الصفحة ٤٨٣
الحج حتى إذا كان بسرف وقد ساق رسول الله (صلى الله عليه وآله) معه الهدي، وأشراف من أشراف الناس، أمر الناس أن يحلوا بعمرة إلا من ساق الهدي - إلى أن قالت: - ودخل رسول الله مكة فحل كل من كان لا هدي معه، وحلت نساؤه بعمرة - إلى أن قال: - لما أمر رسول الله نساءه أن يحللن بعمرة قلن: فما يمنعك يا رسول الله أن تحل معنا؟ فقال: إني أهديت ولبوت فلا أحل حتى أنحر هديي.
إن رسول الله كان بعث عليا (رضي الله عنه) إلى نجران فلقيه بمكة وقد أحرم فدخل على فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله) فوجدها قد حلت وتهيأت فقال: ما لك يا بنت رسول الله؟ قالت: أمرنا رسول الله (صلى الله عليه وآله) أن نحل بعمرة فحللنا، ثم أتى رسول الله، فلما فرغ من الخبر عن سفره قال له رسول الله (صلى الله عليه وآله): انطلق فطف بالبيت وحل كما حل أصحابك، قال: يا رسول الله إني أهللت كما أهللت فقال: ارجع فاحلل كما حل أصحابك، قال: يا رسول الله إني قلت حين أحرمت: اللهم إني أهل بما أهل به نبيك وعبدك ورسولك (صلى الله عليه وآله) قال: فهل معك من هدي؟! قال: لا. فأشركه رسول الله في هديه وثبت على إحرامه مع رسول الله حتى فرغا من الحج، ونحر رسول الله الهدي عنهما (1).
هذا هو الذكر الحكيم المدعم بالسنة وإجماع الأمة، ومع ذلك نرى أن بعض الصحابة لا يروقه متعة الحج لا في عصر الرسالة ولا بعده بل يفتي بتحريمها! وإليك البيان:
1 - روى أبو داود أن النبي أمر أصحابه أن يجعلوها عمرة، يطوفوا ثم يقصروا ويحلوا إلا من كان معه الهدي فقالوا: أننطلق إلى منى وذكورنا تقطر؟ فبلغ ذلك رسول الله فقال: " لو أني استقبلت من أمري ما استدبرت ما أهديت، ولولا أن

(١) ابن هشام، السيرة النبوية ٢: ٦٠١ - 602 و 4: 248 - 249.
(٤٨٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 478 479 480 481 482 483 484 485 486 487 488 ... » »»