أضواء على عقائد الشيعة الإمامية - الشيخ جعفر السبحاني - الصفحة ٣٠٩
وخامستها: دائرة الانقلاب الصيفي والشتوي، وشاهد أيضا دائرة السمت التي يمكن للمرء بواسطتها أن يحدد سمت النجوم، أي الزاوية الناتجة على خط أفقي ثابت وخط أفقي آخر صادر عن كوكب في السماء.
وتقول أيضا: إن نصير الدين أحضر إلى مكتبة المعهد أربعمائة ألف مجلد كانت قد سرقت من مكتبات بغداد وسورية وبلاد بابل، وقد استدعى علماء ذوي شهرة طائرة من إسبانيا ودمشق وتفليس والموصل إلى مدينة مراغة لكي يعملوا على وضع الازياج بأسرع وقت ممكن " (1).
ويناسب في المقام ذكر إجمالي عما قدموا من الخدمة في مجال الجغرافية وعلم البلدان فنقول:
الجغرافية وتقويم البلدان نذكر في المقام رحالتين طافا البلاد الإسلامية وكتبا ما يرجع إلى جغرافية البلدان، وقد صار كتاباهما أساسا للآخرين:
1 - أحمد بن أبي يعقوب بن واضح، المعروف باليعقوبي، المتوفى في أواخر القرن الثالث، فهو أول جغرافي بين العرب، وصف الممالك معتمدا على ملاحظاته الخاصة، ومتوخيا قصد ما أراد من وصف البلد وخصائصها، وهو يقول عن نفسه: إنه عنى في عنفوان شبابه وحدة ذهنه بعلم أخبار البلدان ومسافة ما بين كل بلد وبلد، لأنه سافر حديث السن، واتصلت أسفاره، ودام تغربه، وقد طاف في بلاد المملكة الإسلامية كلها، فنزل أرمينية، وورد خراسان، وأقام بمصر والمغرب، بل سافر إلى الهند وكان متى لقي رجلا سأله عن وطنه ومصره، وعن

(1) السيدة زيغريد هونكه، شمس العرب تسطع على الغرب: 133 والصحيح أن يسمى: شمس الإسلام.
(٣٠٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 304 305 306 307 308 309 310 311 312 313 314 ... » »»