نعم رحل يحيى بن الحسين الرسي العلوي من العراق إلى اليمن في القرن الثالث ودعا إلى المذهب الزيدي في ظل ولاء أهل البيت وأخذ بمجامع القلوب وانتشرت دعوته فانتموا إلى زيد، فالشيعة إلى اليوم في اليمن زيديو المذهب يهتفون في الأذان ب " حي على خير العمل ".
ويوجد هناك شيعة إمامية قليلون.
كانت الحكومة منذ دعوة الرسي العلوي بيد الزيدية، وكان آخر حاكم مقتدر زيدي يحكم البلاد هو حميد الدين يحيى المتوكل على الله، ولما اغتيل هو وولداه الحسن والمحسن، وحفيده الحسين بن الحسن بيد بعض وزرائه عام (1367 ه) في ظل مؤامرة أجنبية، قام مكانه ولده الإمام بدر الدين، ولم يكن له نصيب من الحكم إلا مدة قليلة حتى أزيل عن الحكم عن طريق انقلاب عسكري، وبذلك انتهى الحكم الزيدي في اليمن، ولكن اليمنيين بقوا على انتمائهم إلى التشيع.
الشيعة في سورية ولبنان:
ظل التشيع سائدا في الشام وحلب وبعلبك وجبل عامل منذ القرن الأول إلى يومنا هذا، ومن المعروف أن أبا ذر الصحابي الجليل هو الذي بذر بذرته، أو غرس شجرته، وذلك عندما نفاه عثمان من المدينة إلى الشام، وكان يجول في الشام وضواحيه وهو يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، من دون أن يخاف قوة أو سطوة، أو إهانة أو قسوة، وطبع الحال يقتضي أن يبوح بما انطوت عليه جوانحه من الولاء لعلي وأهل بيته، يدعو له على القدر المستطاع، فنمت بذرة التشيع في ظل التستر والتقية، وأما اليوم فالشيعة مجاهرون ولهم شأن عند الدولة، ولهم مظاهر في الشام وضواحيه، ترى اسم علي والحسين مكتوبين تحت قبة المسجد الأموي، وفي الجانب الشرقي مسجد خاص باسم رأس الحسين، وفي نفس البلد قباب مشيدة