أحاديث أهل البيت (ع) عن طرق أهل السنة - مهدي الحسيني الروحاني - ج ١ - الصفحة ٢٤٣
علي (عليه السلام)، فقال علي (عليه السلام): يا معشر الأنصار، أيوجب الحد؟ قالوا: نعم، قال: فما بال ما أوجب الحد والمهر لا يوجب الماء؟! فأبوا وأبى...، وقال بعد ذكر الاختلاف عن قاسم بن إبراهيم قال محمد (هو ابن منصور جامع الأمالي): الذي نأخذ به إذا التقى الختانان وجب الغسل، وكذلك سمعنا (1) عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، وعن علي بن أبي طالب رحمة الله عليه.
- [أمالي أحمد بن عيسى ج 1 ص 52] وبه (أي بالسند) حدثنا محمد، قال: حدثنا يوسف بن موسى، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مغرى، قال: أخبرنا محمد بن إسحاق، عن يزيد بن أبي حبيب، عن معمر بن أبي حبيبة قال: حدثني عبيد بن رفاعة، عن أبيه، رفاعة بن رافع، قال:
بينما أنا جالس عند عمر إذ دخل عليه رجل، فقال: يا أمير المؤمنين هذا زيد بن ثابت جالس في المسجد يفتي الناس في الغسل من الجنابة برأيه أن الماء من الماء، قال: فاعجل علي به، قال: فدعاه له، فلما طلع على عمر قال: يا عدو نفسه، ولقد بلغت أن تفتي الناس برأيك، فقال: والله يا أمير المؤمنين ما برأيي أفتيت، ولكن سمعت من أعمامي حديثا فحدثت به وأفتيت به، قال: ومن أي أعمامك؟
قال: من أبي بن كعب وأبي أيوب ورفاعة بن رافع، فأقبل علي عمر، فقال: ما يقول هذا الفتى، أو هذا الغلام؟ قال: قلت: قد كنا نصنع ذلك مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فما نهانا عنه، وما كان يرى بذلك بأسا، فقال: فهل علم بذلك رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) منكم؟ قلت:
لا أدري، فأمر عمر أن يجمع له المهاجرون والأنصار، فاستشارهم في ذلك، فاتفق رأيهم كلهم على أنه ليس بذلك بأس وأن الماء من الماء، إلا ما كان من علي بن أبي طالب (عليه السلام) ومعاذ بن جبل فإنهما قالا: إذا جاوز الختان الختان فقد وجب الغسل، قال: فقال عمر: هذا وأنتم أصحاب بدر قد اختلفتم علي، فمن بعدكم أشد اختلافا؟ قال: فقال علي: يا أمير المؤمنين إنه ليس أحد أعلم بهذا من أزواج

(1) ومن الواضح أن القائل ل‍ " سمعنا " متأخر زمانا بأكثر من قرنين عن النبي والوصي عليهما الصلاة والسلام، فقوله: سمعنا مثل قوله تعالى: * (ربنا إننا سمعنا مناديا ينادي للإيمان) *.
(٢٤٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 238 239 240 241 242 243 244 245 246 247 248 ... » »»