الشيعة في الإسلام - السيد محمد حسين الطباطبائي - الصفحة ٧٩
من الاعتبار، والوثوق به 1.
ولهذا السبب فكر علماء الاسلام ومفكروهم لوضع حل لهذه المعضلة، فوضعوا علمين: علم الرجال وعلم الدراية، ليميزوا الحديث الصحيح من السقيم.
والشيعة فضلا عن انهم يسعون لتنقيح سند الحديث، يرون وجوب مطابقة الحديث للقرآن الكريم في صحة اعتباره.
وقد ورد في اخبار كثيرة 2 وبأسانيد قطعية عن طريق الشيعة عن النبي الأكرم (ص)، وأئمة أهل البيت (ع)، ان الحديث الذي يخالف القرآن لا اعتبار له، والحديث المعتبر هو ما وافق القرآن، فوفقا لهذه الأخبار الشيعية، لا يعمل بالأحاديث التي تخالف القرآن، اما الاخبار التي 3 لا يعلم مدى مخالفتها أو موافقتها، فإنها توضع جانبا، دون رد أو قبول، ويعتبر مسكوتا عنه، ويستدل على هذا الامر بأحاديث أخرى لأئمة أهل البيت (ع)، ولا يخفى ان هناك فئة من الشيعة، مثل ما عند أهل السنة، يعملون بأي حديث يقع في متناول أيديهم.

(١) ما يؤيد هذا القول مصنفات كثيرة وضعها العلماء في الأحاديث الموضوعة، وكذا في كتب الرجال اشتهر جماعة من الرواة بأنهم كذابون وضاعون.
(٢) البحار ج ١: ١٣٩.
(٣) البحار ج ١: ١٧١.
١١. الشيعة والعمل بالحديث الأحاديث التي سمعت من النبي الأكرم (ص) أو أئمة أهل البيت (ع) دون واسطة، حكمها حكم القرآن الكريم، اما الأحاديث التي وصلت إلينا
(٧٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 ... » »»