الشيعة في الإسلام - السيد محمد حسين الطباطبائي - الصفحة ١٤١
4. عالم البرزخ ومما يستفاد من القرآن الكريم والسنة، ان الانسان يتمتع بحياة مؤقتة ومحدودة في الحد الفاصل بين الموت ويوم القيامة، والتي تعتبر رابطة بين الحياة الدنيا والحياة الأخرى 1.
والانسان بعد موته، يحاسب محاسبة خاصة من حيث الاعتقاد، والأعمال الحسنة والسيئة التي كان عليها في الدنيا، وبعد هذه المحاسبة المختصرة، ووفقا للنتيجة التي يحصل عليها، يحكم عليه بحياة سعيدة أو شقية، ويكون عليها إلى يوم القيامة 2.
وحالة الانسان في عالم البرزخ تشابه كثيرا حالة الشخص الذي يراد التحقيق معه لما قام به من أعمال، فيجلب إلى دائرة قضائية كي تتم مراحل الاستجواب والاستنطاق منه، لغرض تنظيم ملف له وبعدها يقضي فترة ينتظر خلالها وقت محاكمته.
روح الانسان في عالم البرزخ، تعيش بالشكل الذي كانت عليه في الدنيا، فإذا كانت من الصلحاء، تتمتع بالسعادة والنعمة وجوار الصلحاء والمقربين لله تعالى، وإذا ما كانت من الأشقياء، تقضيها في النقمة والعذاب، ومصاحبة الأشرار، وأهل الضلال.
فالله جل شأنه يصف حالة بعض السعداء بقوله:

(1) البحار ج 2 باب عالم البرزخ.
(2) البحار ج 2 باب عالم البرزخ.
(١٤١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 ... » »»