يحملون بأقلامهم الحملات القاسية على الشيعة ومعتقداتها، جهلا أو تجاهلا بطريقة آل البيت في مسالكهم الدينية. وبهذا قد جمعوا إلى ظلم الحق وإشاعة الجهل بين قراء كتبهم الدعوة إلى تفرق كلمة المسلمين وإثارة الضغائن في نفوسهم والأحقاد في قلوبهم، بل تأليب بعضهم على بعض... ولا يجهل خبير مقدار الحاجة - اليوم خاصة - إلى التقريب بين جماعات المسلمين المختلفة ودفن أحقادهم، إن لم نستطع أن نوحد صفوفهم وجمعهم تحت راية واحدة.
أقول ذلك، وإني لشاعر مع الأسف أنا لا نستطيع أن نصنع شيئا بهذه المحاولات مع من جر - بنا من هؤلاء الكتاب كالدكتور أحمد أمين وأضرابه من دعاة التفرقة، فما زادهم توضيح معتقدات الإمامية إلا عنادا وتنبيههم على خطأهم إلا لجاجا.
وما يهمنا من هؤلاء وغير هؤلاء أن يستمروا على عنادهم مصرين، لولا خشية أن ينخدع بهم المغفلون فتنطلي عليهم تلك التخرصات، وتورطهم تلك التهجمات في إثارة الأحقاد والحزازات.
ومهما كان الأمر، فإني في تقديمي هذه الرسالة للنشر أملي أن يكون فيها ما ينفع الطالب للحق، فأكون قد ساهمت في خدمة إسلامية نافعة، بل خدمة إنسانية عامة، فوضعتها في مقدمة وفصول، ومنه تعالى وحده أستمد التوفيق.
النجف الأشرف - العراق محمد رضا المظفر 27 جمادي الآخرة 1370 ه