القاديانية - سليمان الظاهر العاملي - الصفحة ٢٤٤
وهي الإقرار بالشهادتين والتوبة من كل ما سلف منه، وأن يفدي نفسه وماله في سبيل الإسلام، وأن يصدق بكل ما جاء به المسيح المهدي، ومعهم كتب من تأليف المسيح المهدي الذي قالوا أنه ألف ثمانين كتابا عرب منها أحد عشر والباقي أردو (لسان الهند).
وقلنا لهم: إن عيسى ابن مريم اسمه عيسى وأمه مريم وليس له أب، وهذا اسمه أحمد وأبوه فلان وأمه فلانة من أهل قاديان.
قالوا: إن عيسى ابن مريم قد مات وهذا على قدم عيسى، كأنهم يعنون أنه قائم مقام عيسى وبمنزلته، أو أن روح عيسى حلت فيه.
ومما قاله الخليفة احتجاجا على أن محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) خاتم النبيين وليس آخرهم قوله تعالى: (ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين) [الأحزاب / 40] وقال في مقام آخر (إن شانئك هو الأبتر) [الكوثر / 3] والأبتر الذي ليس له عقب، فهذه دلت على أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ليس بأبتر أي أن له أولادا، وتلك دلت على أنه ليس بأب لأحد ولكن خاتم النبيين، فيكون المراد أنه ليس بأب لأحد بالولادة ولكنه خاتم النبيين الذين يأتون بعده فهو بمنزلة الأب لهم.
فقلنا له: هذه الآية نزلت في واقعة خاصة بالنسبة إلى زيد بن حارثة الذي كانوا يقولون إنه ابن محمد.
فقال: أنتم لا تفهمون كلامي ثم تردون علي.
فقلنا له: قد فهمنا كلامك، ولكن أنت حينما ترى أنه لا جواب لك تراوغ.
والذي ظهر لنا أنهم يضارعون البابية في تسويلاتهم، فالبابية يقولون بظهور المهدي وبظهور صاحب الزمان نظير قول هؤلاء بظهور المهدي المسيح، والبابية يتشبثون ببعض الأخبار والآيات التي يؤولونها وهؤلاء كذلك، سوى أن البابية يجاهرون بتغيير الشرع السابق محتجين بحديث أن المهدي إذا ظهر جاء بشرع جديد، وهؤلاء يقولون نحن على دين الإسلام وعلى الكتاب
(٢٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 239 240 241 242 243 244 245 246 247 248 249 ... » »»
الفهرست