في كتب الآثار (ومنه يعلم أن الداعي إلى تفريق كلمه المسلمين ومخالفة بعضهم لبعض في الاعتقادات لم يكن طلب الدين بل الملك وطلب الدينار وحب الرياسة كما أشار إليه صاحب المنار في آخر كلامه الآتي الذي ذيل به الرسالة (وهذا) أصل الشيعة وفرعهم الذي دعا هذا العالم الغيور على الدين أن يعد انتشار مذهبهم في العراق من البلاء العظيم وينسبهم إلى إضلال العباد ويحرض الحكومة عليهم ليوقع الفساد ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين ولا يحيق المكر السئ إلا باهلة.
تعظيم القبور وزيارتها وتجديدها:
وإما قوله: الجامدين من المقلدة وعباد القبور فهو ليس موجها إلى الشيعة خاصة بل إلى الشيعة والسنة فإن تعظيم قبور الأنبياء والأئمة والأولياء والصلحاء وزيارتها لا تختص بالشيعة بل لعل المقصود به خصوص السنة فإن هذا العالم الغيور بعد أن شفا غيظه من الشيعة بما بهتهم به أراد أن يشفي غيظه من السنة الذين لا يقولون بمقالته ومقالة أصحابه الوهابية كالآلوسيين المذكورين وغيرهما ممن ترك تعظيم قبور الأنبياء والأولياء والصلحاء وزيارتها.
(فنقول) جرت سيرة المسلمين في جميع أقطار الأرض خلفا عن سلف ويدا عن يد من عصر النبي صلى الله عليه