خارقة لما جرت عليه العادات، مايزة بذلك بين الصادقة والكاذبة من الدعاوى، مبينة في كلام الأئمة السادة الهداة، وهذه الجملة التي بيناها واضحة بحكم العقل والنقل. غير خفية على أولي النهى والفضل.
وحسبك شاهدا لما ادعيناه، وموضحا لما دريناه، ما ورد عنهم (عليهم السلام) في ذكر تلك العلامات، وبيان صفات القائم، من إشراق نوره في زمان ظهوره، والنداءات العامة البينة، والصيحة الموحشة المعلنة والغمامة المظلة على رأسه، المعلنة بأن هذا المهدي خليفة الله فاتبعوه، وإجابة الشمس والقمر لدعوته وكشف الآلام والأمراض عن المؤمنين ببركته وظهور حجر موسى وعصاه على يده وغيرها مما ذكرنا جلا منه في الباب الرابع من هذا الكتاب، ورواه الأصحاب في كتبهم جزاهم الله عن الإسلام وأهله أفضل الجزاء.
- وإلى ما ذكرنا نبه مولانا أبو جعفر الباقر (عليه السلام) في الحديث المروي في البحار (1) عن النعماني أنه قال اسكنوا ما سكنت السماوات والأرض، أي لا تخرجوا على أحد فإن أمركم ليس به خفاء، ألا إنها آية من الله عز وجل، ليست من الناس، ألا إنها أضوأ من الشمس لا يخفى على بر ولا فاجر، أتعرفون الصبح؟ فإنه كالصبح ليس به خفاء إلى غير ذلك من الأخبار المروية عن الأئمة الأخيار.
- ومما يدل صريحا على وجوب تحصيل هاتين المعرفتين ما روي في البرهان (2) عن معاوية بن وهب عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن أفضل الفرائض وأوجبها على الإنسان معرفة الرب، والإقرار له بالعبودية وحد المعرفة أن يعرف الله أن لا إله غيره ولا شبيه له ولا نظير وأن يعرف أنه قديم مثبت موجود غير فقيد موصوف من غير شبيه له، ولا نظير له ولا مبطل، ليس كمثله شئ، وهو السميع البصير وبعده معرفة الرسول، والشهادة له بالنبوة، وأدنى معرفة الرسول الإقرار بنبوته وأن ما أتى به من كتاب أو أمر أو نهي فذلك عن الله عز وجل وبعده معرفة الإمام الذي تأتم بنعته وصفته واسمه في حال العسر واليسر.
وأدنى معرفة الإمام أنه عدل النبي (عليه السلام) إلا درجة النبوة ووارثه وأن طاعته طاعة الله وطاعة رسول الله (صلى الله عليه وآله) والتسليم له في كل أمر والرد إليه والأخذ بقوله ويعلم أن الإمام بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) علي بن أبي طالب وبعده الحسن، ثم الحسين ثم علي بن الحسين ثم محمد