إمامك لم يضرك، تقدم هذا الأمر أو تأخر، ومن عرف إمامه ثم مات قبل أن يقوم صاحب هذا الأمر كان بمنزلة من كان قاعدا في عسكره، لا بل بمنزلة من قعد تحت لوائه قال: وقال بعض أصحابه: بمنزلة من استشهد مع رسول الله (عليه السلام).
- وفيه (1) بسند صحيح عن فضيل بن يسار (رضي الله عنه) قال: سمعت أبا جعفر (رضي الله عنه) يقول: من مات وليس له إمام فميتته ميتة جاهلية ومن مات وهو عارف لإمامه لم يضره تقدم هذا الأمر أو تأخر، ومن مات وهو عارف لإمامه كان كمن هو مع القائم في فسطاطه.
- وفيه (2) في الصحيح عن عمر بن أبان قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: اعرف العلامة فإذا عرفته لم يضرك تقدم هذا الأمر أو تأخر، إن الله عز وجل يقول * (يوم ندعو كل أناس بإمامهم) * فمن عرف إمامه كان كمن كان في فسطاط المنتظر.
أقول: قوله: اعرف العلامة كلمة جامعة في معرفة الإمام وكلام الملوك ملوك الكلام، بيان ذلك أن المراد بالعلامة ما يمتاز به صاحبها عن غيره، بحيث لا يشتبه على من عرف علامته، وعلامة الإمام إما راجعة إلى نسبه، أو إلى بدنه أو إلى علمه وأخلاقه، أو إلى خصائصه في حال ظهوره، والعلامات المحتومة التي أخبر بها الأئمة الأطهار، ومن علامات الإمام أيضا ظهور المعجزة على يده، والشخص الطالب السالك في طريق المعرفة إذا عرف علامة الإمام لم يشتبه عليه إمامه، وإن كثر من يدعي ذاك المقام.
- ولهذا قالوا: إن أمرنا أبين من الشمس، وإنه كالصبح ليس به خفاء، فقد اتضح بحمد الله وجوب معرفة صفاته وعلاماته، وأخلاقه ودلائله، لأن معرفته تحصل بذلك إذا عرفت هذا.
فنقول: لا ريب أن المقصود من المعرفة التي أمرنا أئمتنا صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين بتحصيلها بالنسبة إلى إمام زماننا هو أن نعرفه على ما هو عليه، بحيث يكون سببا لسلامتنا من شبهات الملحدين، ونجاة لنا من إضلال المفترين المضلين وذلك لا يحصل إلا بأمرين:
أحدهما: معرفة شخص الإمام باسمه ونسبه.
والثاني: معرفة صفاته وخصائصه وتحصيل هاتين المعرفتين من أهم الواجبات. أما