مكيال المكارم - ميرزا محمد تقي الأصفهاني - ج ٢ - الصفحة ٩٥
الأولى: فواضح ويدل على وجوب تحصيلها مضافا إلى ما مر في الباب الأول.
- ما رواه الشيخ الأجل محمد بن إبراهيم النعماني (1) بإسناده عن عبد الله بن أبي يعفور، قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام) رجل يتولاكم ويبرأ من عدوكم، ويحل حلالكم، ويحرم حرامكم ويزعم أن الأمر فيكم لم يخرج منكم إلى غير كم، إلا أنه يقول إنهم قد اختلفوا فيما بينهم، وهم الأئمة القادة، وإذا اجتمعوا على رجل فقالوا: هذا، قلنا: هذا. فقال (عليه السلام) إن مات على هذا فقد مات ميتة جاهلية.
وروى من طريق آخر (2) عن سماعة بن مهران عن الصادق (عليه السلام) ومن طريق آخر (3) عن حمران بن أعين عن الصادق (عليه السلام) مثل هذا الكلام، فانظر كيف أوجب معرفة شخص الإمام باسمه ونسبه ولم يكتف بما دون ذلك وما ذكرنا كاف للمرتاد السالك.
وأما الثانية: فلأننا لأجل عدم تشرفنا بلقاء مولانا وإمام زماننا حرمنا من معرفته بصورته فلو ادعى مدع في هذا الزمان إنني صاحب الزمان لم يعرف صدقه وكذبه إلا بأمرين:
أحدهما ظهور المعجزة على يده، والثاني ظهور العلامات التي بينها الأئمة الطاهرون للإمام المنتظر القائم فيه، فإذا عرف المؤمن تلك العلامات وفهم تلك المكارم لم يصغ إلى كل ناعق، وميز بين الكاذب والصادق.
ولهذا قال مولانا الصادق (عليه السلام) لعمرو بن أبان، وهو من أجلاء صحبه الكرام: اعرف العلامة الخ، لأنه إذا عرف العلامة لم يضل بعد الهداية ولم يجنح إلى أهل الغواية.
والعجب من بعض شراح الكافي حيث قال في معنى الحديث: المراد بالعلامة الإمام، لأنه علامة يعرف به أحوال المبدأ والمعاد، والقوانين الشرعية، وليت شعري أي شئ دعاه إلى هذا التوجيه، وصرف اللفظ عما هو حقيقة فيه.
ولما كان أمر القائم (عليه السلام) من أعظم الأمور وأعجبها، ومقامه من أرفع المقامات وأمنعها، بحيث افتخر النبي وأوصياؤه في كثير من الروايات بقولهم: منا مهدي هذه الأمة وجب أن تكون خصائصه وعلامات ظهوره من أفضل الصفات وأبين العلامات بحيث لا يختفي على أحد من الرجال والنساء وأهل البوادي والأمصار، وأن تكون تلك العلامات والصفات،

(٩٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 ... » »»