مكيال المكارم - ميرزا محمد تقي الأصفهاني - ج ٢ - الصفحة ٣٩٢
والحج والصوم والمواساة للإخوان في حال اليسر والعسر فذلك حليتهم ومحبتهم يا طوبى لهم وحسن مآب. هم وارثو الفردوس خالدين فيها.
ومثلهم في أهل الجنان مثل الفردوس في الجنان وهم المطلوبون في النار المحبورون في الجنان فذلك قول أهل النار * (ما لنا لا نرى رجالا كنا نعدهم من الأشرار) * فهم أشرار الخلق عندهم، فيرفع الله منازلهم حتى يرونهم، فيكون ذلك حسرة لهم في النار. فيقولون يا ليتنا نرد فنكون مثلهم، فلقد كانوا هم الأخيار، وكنا نحن الأشرار، فذلك حسرة لأهل النار.
انتهى الحديث الشريف بطوله (1).
- وفي البحار (2) عن أمالي الشيخ (3) بإسناده، عن جابر الجعفي، قال: دخلنا على أبي جعفر محمد بن علي (عليه السلام) ونحن جماعة بعد ما قضينا نسكنا، فودعناه وقلنا له: أوصنا يا بن رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال (عليه السلام): ليعن قويكم ضعيفكم، وليعطف غنيكم على فقيركم، ولينصح الرجل أخاه كنصحه لنفسه واكتموا أسرارنا، لا تحملوا الناس على أعناقنا، وانظروا أمرنا وما جاءكم عنا فإن وجدتموه في القرآن موافقا فخذوا به، وإن لم تجدوه موافقا فردوه وإن اشتبه الأمر عليكم فقفوا عنده وردوه إلينا حتى نشرح لكم من ذلك ما شرح لنا فإذا كنتم كما أوصيناكم لم تعدوا إلى غيره فمات منكم ميت قبل أن يخرج قائمنا، كان شهيدا ومن أدرك قائمنا فقتل معه كان له أجر شهيدين ومن قتل بين يديه عدوا لنا كان له أجر عشرين شهيدا.

١ - بحار الأنوار: ٦٤ / 352، والأصول الستة: 6.
2 - البحار: 53 / 122 ح 5.
3 - أمالي الشيخ: 145.
(٣٩٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 387 388 389 390 391 392 393 394 395 396 397 ... » »»