مكيال المكارم - ميرزا محمد تقي الأصفهاني - ج ٢ - الصفحة ٣٩٦
فينا قلت فصابروا قال (عليه السلام) على عدوكم مع وليكم، ورابطوا قال (عليه السلام) المقام مع إمامكم واتقوا الله لعلكم تفلحون، قلت تنزيل؟ قال (عليه السلام) نعم (1).
- وفي حديث آخر قال: رابطوا إمامكم في ما أمركم، وفرض عليكم.
أقول: وجوب المرابطة بهذا المعنى من ضروريات المذهب، فنحن في غنى عن إقامة الدليل لهذا المطلب، مع أن دلالة الآيات والأخبار عليه كالشمس في رائعة النهار، فهي غير خفية على أولي الأسماع والأبصار.
الثالث: أن يرتبط فرسا أو نحوه، انتظارا لظهور صاحب الأمر (عج) ليركبه ويقاتل أعداءه وهذا القسم من المرابطة من المندوبات المؤكدة.
- ويدل على فضله مضافا إلى ما حكينا عن روضة الكافي ما رواه (2) في فروعه في كتاب الدواجن بإسناده عن ابن طيفور المتطبب قال: سألني أبو الحسن (عليه السلام) أي شئ تركب قلت: حمارا فقال (عليه السلام) بكم ابتعته؟ قلت: بثلاثة عشر دينارا فقال (عليه السلام) إن هذا لهو السرف: أن تشتري حمارا بثلاثة عشر دينارا وتدع برذونا.
قلت يا سيدي إن مؤنة البرذون أكثر من مؤنة الحمار قال فقال الذي يمون الحمار هو يمون البرذون أما تعلم أنه من ارتبط دابة متوقعا به أمرنا ويغيظ به عدونا، وهو منسوب إلينا، أدر الله رزقه، وشرح صدره وبلغه أمله، وكان عونا على حوائجه؟ (3) - وفي البرهان وغيره عن العياشي بسنده عن الصادق في معنى آية المرابطة: اصبروا يقول عن المعاصي وصابروا على الفرائض واتقوا الله يقول الله: مروا بالمعروف وانهوا عن المنكر.
ثم قال (عليه السلام) وأي منكر أنكر من ظلم الأمة لنا وقتلهم إيانا؟ ورابطوا يقول في سبيل الله ونحن السبيل فيما بين الله وخلقه ونحن الرباط ألا فمن جاهد عنا فقد جاهد عن النبي (صلى الله عليه وآله) وما جاء به من عند الله. الخبر (4).
- وفيه عن أبي جعفر (عليه السلام) في هذه الآية قال: نزلت فينا، ولم يكن الرباط الذي أمرنا به

١ - البرهان: ١ / ٣٣٥ ح ١٢.
٢ - البرهان: ١ / ٣٣٤ ح ٨.
٣ - الكافي: ٦ / ٥٣٥ ح ١.
٤ - البرهان: ١ / 335 ح 10.
(٣٩٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 388 389 390 391 392 393 394 395 396 397 398 » »»