مكيال المكارم - ميرزا محمد تقي الأصفهاني - ج ٢ - الصفحة ١١٠
مرعوبين، وجلين تصبغ الأرض بدمائهم، وتفشو الويل والرنة في نسائهم أولئك أوليائي حقا بهم ادفع كل فتنة عمياء حندس، وبهم أكشف الزلازل وأدفع الآصار والأغلال، أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة، وأولئك هم المهتدون.
قال عبد الرحمن بن سالم: قال أبو بصير: لو لم تسمع في دهرك إلا هذا الحديث لكفاك فصنه إلا عن أهله.
- ومنها: ما رواه الشيخ الصدوق في كمال الدين (1) عن محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني (رضي الله عنه) قال: حدثنا الحسن بن إسماعيل قال: حدثنا أبو عمرو سعيد بن محمد بن نصر القطان، قال: حدثنا عبيد الله بن محمد السلمي، قال حدثنا محمد بن عبد الرحمن، قال: حدثنا محمد بن سعيد، قال: حدثنا العباس بن أبي عمرو عن صدقة عن أبي نضرة قال:
لما احتضر أبو جعفر محمد بن علي الباقر (عليه السلام) الوفاة دعا بابنه الصادق (عليه السلام) فعهد إليه عهدا فقال له أخوه زيد بن علي: لو امتثلت في بمثال الحسن والحسين (عليهما السلام)، لرجوت أن لا تكون أتيت منكرا.
فقال: يا أبا الحسن، إن الأمانات ليست بالتمثال، ولا العهود بالرسوم، وإنما هي أمور سابقة عن حجج الله تبارك وتعالى.
ثم دعا بجابر بن عبد الله، فقال له: يا جابر حدثنا بما عاينت في الصحيفة، فقال له جابر:
نعم، يا أبا جعفر دخلت على مولاتي فاطمة (عليها السلام) لأهنئها بمولود الحسن (عليه السلام) فإذا هي بصحيفة بيدها من درة بيضاء، فقلت يا سيدة النسوان ما هذه الصحيفة التي أراها معك؟
قالت: فيها أسماء الأئمة من ولدي، فقلت لها: ناوليني لأنظر فيها قالت يا جابر لولا النهي لكنت أفعل، لكنه نهي أن يمسها إلا نبي أو وصي، أو أهل بيت نبي، ولكنه مأذون لك أن تنظر إلى باطنها من ظاهرها.
قال جابر: فقرأت فإذا فيها أبو القاسم محمد بن عبد الله المصطفى، أمه آمنة بنت وهب، أبو الحسن علي بن أبي طالب المرتضى، أمه فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف، أبو محمد الحسن بن علي البر، أبو عبد الله الحسين بن علي التقي أمهما فاطمة بنت محمد (صلى الله عليه وآله)، أبو محمد علي بن الحسين بن العدل أمه شهربانويه بنت يزدجرد بن شاهنشاه،

1 - كمال الدين: 2 / 305 باب 27 ذيل ح 1.
(١١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 ... » »»