مكيال المكارم - ميرزا محمد تقي الأصفهاني - ج ١ - الصفحة ٤٥٢
يوجب زوال الغم عن القلب وحصول السرور بوجه آخر فتدبر فيه، تجده بحيث لا يخفى ويشهد له تقرير الإمام، والسعي في ذلك بنحو مستوفى وهو مع ذلك مقتضى العدل الإلهي ومكافأة حسن صنيع المؤمن إلى أخيه على وجه أوفى.
الثالثة والسبعون أنه أفضل من الدعاء للإمام في زمان ظهور شوكته واستيلائه (عليه السلام).
- ويدل علي ذلك ما في أصول الكافي (1) وغيره، عن عمار الساباطي قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): أيما أفضل العبادة في السر مع الإمام منكم المستتر في دولة الباطل أو العبادة في ظهور الحق ودولته مع الإمام منكم الظاهر؟ فقال: يا عمار الصدقة في السر والله أفضل من الصدقة في العلانية وكذلك والله عبادتكم في السر مع إمامكم المستتر في دولة الباطل وتخوفكم من عدوكم في دولة الباطل وحال الهدنة، أفضل ممن يعبد الله جل ذكره في ظهور الحق مع إمام الحق الظاهر في دولة الحق وليست العبادة مع الخوف في دولة الباطل مثل العبادة والأمن في دولة الحق.
واعلموا أن من صلى منكم اليوم صلاة فريضة في جماعة مستترا بها من عدوه في وقتها فأتمها كتب الله عز وجل له خمسين صلاة فريضة في جماعة، ومن صلى منكم صلاة فريضة وحده مستترا بها من عدوه، في وقتها فأتمها كتب الله له بها خمسا وعشرين صلاة فريضة وحدانية، ومن صلى منكم صلاة نافلة لوقتها فأتمها، كتب الله له بها عشر صلوات نوافل، ومن عمل منكم حسنة كتب الله له بها عشرين حسنة ويضاعف الله عز وجل حسنات المؤمن منكم إذا أحسن أعماله ودان بالتقية على دينه وإمامه ونفسه، وأمسك من لسانه، أضعافا مضاعفة إن الله عز وجل كريم.
قلت: جعلت فداك قد والله رغبتني في العمل وحثثتني عليه، ولكن أحب أن أعلم كيف صرنا نحن اليوم أفضل أعمالا من أصحاب الإمام الظاهر منكم في دولة الحق ونحن على دين واحد؟
فقال (عليه السلام): إنكم سبقتموهم إلى الدخول في دين الله عز وجل، وإلى الصلاة، والصوم،

١ - الكافي: ١ / ٣٣٣ باب نادر في حال الغيبة ح 2.
(٤٥٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 447 448 449 450 451 452 453 454 455 456 457 ... » »»