مكيال المكارم - ميرزا محمد تقي الأصفهاني - ج ١ - الصفحة ٤٤٩
جعفر (عليه السلام) يقول: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من سر مؤمنا فقد سرني ومن سرني فقد سر الله.
السادسة والستون أنه يوجب سرور رسول الله - ويدل على ذلك مضافا إلى ما مر: قول الصادق في رواية مفضل بن عمر: لا يرى أحدكم إذا أدخل على مؤمن سرورا أنه عليه أدخله فقط، بل والله علينا بل والله على رسول الله.
- ويدل عليه أيضا قوله (عليه السلام) في رواية أبي بصير المروية في أصول الكافي (1): والله لرسول الله (صلى الله عليه وآله) أسر بقضاء حاجة المؤمن إذا وصلت إليه من صاحب الحاجة.
أقول: وجه الدلالة أن الحاجة ما يطلبه الشخص من الغير لجلب نفع أو دفع ضر، وقد سبق في أول هذا الباب أن مولانا صاحب الزمان (عليه السلام) قد طلب من كافة أهل الإيمان حاجة يقدرون عليها في كل زمان فقال (عليه السلام): وأكثروا الدعاء بتعجيل الفرج. ثم بين (عليه السلام) كمال رأفته بهم فقال: فإن ذلك فرجكم، دلالة على أن طلب هذه الحاجة إنما هو لكم ومنافعه راجعة إليكم.
والحاصل أن جميع ما يترتب على قضاء حاجة المؤمن من أصناف الثواب يترتب على إكثار الدعاء بتعجيل فرج مولانا صاحب الزمان بوجه أوفى، ونحو أولى وسنذكرها إن شاء الله تعالى.
السابعة والستون أنه أحب الأعمال إلى الله تعالى لأنه يوجب سرور أفضل المؤمنين، وإمامهم.
- وقد روى في أصول الكافي (2) بإسناده عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: ما عبد الله بشئ أحب إلى الله من إدخال السرور على المؤمن.

١ - الكافي: ٢ / ١٩٥ باب قضاء حاجة المؤمن ح ١٠.
٢ - الكافي: ٢ / 188 باب إدخال السرور على المؤمنين ح 2.
(٤٤٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 444 445 446 447 448 449 450 451 452 453 454 ... » »»