مكيال المكارم - ميرزا محمد تقي الأصفهاني - ج ١ - الصفحة ٤٤٥
- وفي البحار (1) أيضا عن العيون، بإسناده عن الرضا عليه الصلاة والسلام، قال: من جلس مجلسا يحيى فيه أمرنا لم يمت قلبه يوم تموت القلوب. انتهى.
أقول: ونظير ذلك المصاحبة مع زوار قبر مولانا الشهيد أبي عبد الله الحسين (عليه السلام)، والكون معهم والدخول في زمرتهم.
الأمر الرابع: مما يستفاد من الحديث الشريف أن الجلوس في مجالس الذكر يوجب صفاء القلب ولذلك يأنس الملائكة بأهل تلك المجالس وفقنا الله تعالى وجعلنا منهم في الدنيا والآخرة.
تبيين المراد بحلق الذكر المجالس التي يجتمع فيها أهل الإيمان لقراءة القرآن، أو الدعاء لصاحب الزمان (عليه السلام) أو ذكر أسماء الله تعالى وصفاته، أو ذكر النبي والأئمة (عليهم السلام) فإن ذكرهم ذكر الله، كما ورد في الحديث، أو ذكر مصائبهم، أو سائر ما يتعلق بشؤونهم.
ومن مجالس الذكر أيضا سائر مجالس الدعاء، ومنها أيضا مجالس مباحثة العلم الشرعي، ومدارسته على الوجه الخالص من السمعة والرياء والجدال والمراء. وذكر ما يدل على ما ذكرناه من الأخبار ينافي ما قصدناه من الاختصار فلنكتف بهذا المقدار.
الحادية والستون أن الداعي لهذا الأمر الجليل ممن يباهي به الإله الجليل ملائكته.
الثانية والستون أنه ممن تستغفر لهم الملائكة - ويدل على هذين الأمرين ما روي في أول البحار (2) مسندا عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال لداود بن سرحان: يا داود، أبلغ موالي عني السلام، وأني أقول: رحم الله عبدا اجتمع مع

١ - بحار الأنوار: ١ / ٢٠٠ باب ٤ ح ٦.
٢ - بحار الأنوار: ١ / 200 باب 4 ح 8.
(٤٤٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 440 441 442 443 444 445 446 447 448 449 450 ... » »»