مكيال المكارم - ميرزا محمد تقي الأصفهاني - ج ١ - الصفحة ٣٩٤
يفوز بتلك الكرامات العظيمة، والمنن الجسيمة، بسبب أمور أربعة: موالاته للنبي والأئمة الطاهرين سلام الله عليهم أجمعين، والخدمة لهم، والمحبة إليهم وإيثارهم على من سواهم، كما يرشد إلى ذلك قوله في الإحسان إلى مولانا وخادمنا ومحبنا ومؤثرنا، الخ.
ولا ريب في اجتماع هذه الصفات الأربعة في الداعي لمولانا صاحب الزمان، لأن الدعاء له نوع من الموالاة، والخدمة لهم، ومحبة إليهم، وفيه إيثارهم بالدعاء على من سواهم.
ويدل على المقصود أيضا، جميع ما ورد من البشارات للمؤمن في الأخبار الكثيرة المروية في فروع الكافي (1) في باب ما يعاين المؤمن والكافر عند موته.
وفي البحار في المجلد الثالث (2) منه، وفي غيرهما ولنكتف بذكر حديث واحد من الكافي (3) ففيه غنية للعارف السالك ومن أراد الزيادة فليطلبها هنالك.
- وهو ما رواه عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد، عن ابن سنان (4) عن عمار بن مروان، قال: حدثني من سمع أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: منكم والله يقبل، ولكم والله يغفر، إنه ليس بين أحدكم وبين أن يغتبط ويرى السرور وقرة العين إلا أن تبلغ نفسه ههنا وأومى بيده إلى حلقه.
ثم قال (عليه السلام): إنه إذا كان ذلك واحتضر حضره رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعلي (عليه السلام) وجبرائيل وملك الموت (عليهما السلام)، فيدنو منه علي (عليه السلام) فيقول: يا رسول الله، إن هذا كان يحبنا أهل البيت، فأحبه.
ويقول رسول الله (صلى الله عليه وآله) يا جبرائيل إن هذا كان يحب الله ورسوله وأهل بيت رسوله، فأحبه، ويقول جبرائيل لملك الموت: إن هذا كان يحب الله ورسوله، وأهل بيت رسوله، فأحبه وارفق به، فيدنو منه ملك الموت، فيقول: يا عبد الله أخذت فكاك رقبتك؟ أخذت أمان

١ - الكافي: ٣ / ١٢٨.
٢ - بحار الأنوار: ٦ / ١٧٣ باب ٧.
٣ - ذكره في بحار الأنوار: ٦ / 197 باب 7 ح 51.
4 - المراد بابن سنان هنا هو محمد بن أحمد بن سنان فإنه الراوي عن عمار بن مروان كما صرح به في الرجال الكبير ومنتهى المقال (أقول) الأقوى تبعا لجماعة من المحققين الاعتماد على رواية محمد بن سنان وكونه ثقة كما نطق عليه السيد الأجل علي بن طاوس وغيره ومحمد بن يحيى هو العطار وأحمد بن محمد هو ابن عيسى الأشعري القمي وعمار بن مروان هو مولى بني ثوبان وكلهم ثقات كما نص عليه علماء الرجال (لمؤلفه).
(٣٩٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 389 390 391 392 393 394 395 396 397 398 399 ... » »»