يفوز بتلك الكرامات العظيمة، والمنن الجسيمة، بسبب أمور أربعة: موالاته للنبي والأئمة الطاهرين سلام الله عليهم أجمعين، والخدمة لهم، والمحبة إليهم وإيثارهم على من سواهم، كما يرشد إلى ذلك قوله في الإحسان إلى مولانا وخادمنا ومحبنا ومؤثرنا، الخ.
ولا ريب في اجتماع هذه الصفات الأربعة في الداعي لمولانا صاحب الزمان، لأن الدعاء له نوع من الموالاة، والخدمة لهم، ومحبة إليهم، وفيه إيثارهم بالدعاء على من سواهم.
ويدل على المقصود أيضا، جميع ما ورد من البشارات للمؤمن في الأخبار الكثيرة المروية في فروع الكافي (1) في باب ما يعاين المؤمن والكافر عند موته.
وفي البحار في المجلد الثالث (2) منه، وفي غيرهما ولنكتف بذكر حديث واحد من الكافي (3) ففيه غنية للعارف السالك ومن أراد الزيادة فليطلبها هنالك.
- وهو ما رواه عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد، عن ابن سنان (4) عن عمار بن مروان، قال: حدثني من سمع أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: منكم والله يقبل، ولكم والله يغفر، إنه ليس بين أحدكم وبين أن يغتبط ويرى السرور وقرة العين إلا أن تبلغ نفسه ههنا وأومى بيده إلى حلقه.
ثم قال (عليه السلام): إنه إذا كان ذلك واحتضر حضره رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعلي (عليه السلام) وجبرائيل وملك الموت (عليهما السلام)، فيدنو منه علي (عليه السلام) فيقول: يا رسول الله، إن هذا كان يحبنا أهل البيت، فأحبه.
ويقول رسول الله (صلى الله عليه وآله) يا جبرائيل إن هذا كان يحب الله ورسوله وأهل بيت رسوله، فأحبه، ويقول جبرائيل لملك الموت: إن هذا كان يحب الله ورسوله، وأهل بيت رسوله، فأحبه وارفق به، فيدنو منه ملك الموت، فيقول: يا عبد الله أخذت فكاك رقبتك؟ أخذت أمان