مكيال المكارم - ميرزا محمد تقي الأصفهاني - ج ١ - الصفحة ٣٤٣
فمنها: أني رأيت ليلة في المنام أنه دخل داري التي أنا فيها ساكن الآن، ومعه نبي من أنبياء بني إسرائيل فدخل في حجرتي التي تكون تجاه القبلة، وأمرني بذكر مصائب مولانا الشهيد أبي عبد الله الحسين (عليه السلام) فأطعت أمره المطاع، وهو جالس مواجها لي بحال الاستماع فلما فرغت قرأت زيارة مولانا أبي عبد الله الحسين (عليه السلام) متوجها إلى سمت كربلاء، ثم زيارة مولانا أبي الحسن الرضا (عليه السلام)، متوجها إلى سمت طوس على النحو المأنوس، ثم زيارة مولانا الحجة عجل الله تعالى فرجه متوجها إليه صلوات الله عليه، فلما فرغت وأراد الانصراف، أعطاني هذا النبي الذي كان معه وجها لا أدري مبلغه عن قبله، وغابا عني صلوات الله عليهما.
ثم لما كان اليوم الثاني من تلك الليلة التي كانت أحسن من وقت الصباح، وأضوأ من ضحى الوضاح لقيت بعض العلماء الراشدين كثر الله تعالى أمثالهم فأعطاني وجها طيبا كأنه كان غيثا صيبا فقلت * (هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربي حقا) * وأظهر لي صحة رؤياي لأزداد شوقا.
هذا وقد أفيض إلي من البركات الباطنة والعلوم الكاملة الكامنة والمعارف الإيمانية والألطاف الربانية بعد هذا المنام ما يتعسر بيانه بلسان الأقلام. وقد قدمنا في ذكر سبب تأليف هذا الكتاب ما يكون عبرة لأولي الألباب، وذكرنا في مقام آخر ما يكون تبصرة لمن استبصر.
المكرمة المتممة للعشرين ما يكون غاية أمل المؤمنين المشتاقين وهو الرجوع إلى الدنيا في زمان ظهوره وانتشار نوره إن تأخر هذا الأمر العظيم عن هذه الأزمان ولم نفز في زمان حياتنا بمشاهدة ظهور صاحب الزمان عجل الله تعالى فرجه.
- ويدل على ذلك ما رواه العالم العامل، والفقيه الكامل المولى أحمد الأردبيلي (ره) في كتاب حديقة الشيعة عن مولانا الصادق عليه الصلاة والسلام، ومضمونه: أنه ما من مؤمن يتمنى خدمته، ويدعو لتعجيل فرجه، إلا أتاه آت على قبره، وناداه باسمه: يا فلان قد ظهر مولاك صاحب الزمان فإن شئت فقم واذهب إلى حضرة الإمام وإن شئت فنم إلى يوم القيام.
(٣٤٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 338 339 340 341 342 343 344 345 346 347 348 ... » »»