مكيال المكارم - ميرزا محمد تقي الأصفهاني - ج ١ - الصفحة ٣٠٠
والدليل على ذلك (مضافا إلى ما ستسمعه من كونه سببا لكمال الإيمان، وما مر في المكرمة السادسة من أنه سبب لتباعد الشيطان).
- ما رواه رئيس المحدثين في كتاب كمال الدين (1) عن علي بن عبد الله الوراق (ره) قال: حدثنا سعد بن عبد الله عن أحمد بن إسحاق بن سعد الأشعري، قال: دخلت على أبي محمد الحسن بن علي (عليه السلام) وأنا أريد أن أسأله عن الخلف من بعده فقال (عليه السلام) لي مبتدئا: يا أحمد بن إسحاق، إن الله تبارك وتعالى لم يخل الأرض منذ خلق آدم (عليه السلام) ولا يخليها إلى أن تقوم الساعة من حجة لله على خلقه، به يدفع البلاء عن أهل الأرض، وبه ينزل الغيث، وبه يخرج بركات الأرض.
قال فقلت له: يا بن رسول الله (عليه السلام) فمن الإمام والخليفة بعدك؟ فنهض (عليه السلام) مسرعا فدخل البيت، ثم خرج وعلى عاتقه غلام كأن وجهه القمر ليلة البدر من أبناء ثلاث سنين فقال: يا أحمد بن إسحاق، لولا كرامتك على الله عز وجل وعلى حججه، ما عرضت عليك ابني هذا، إنه سمي رسول الله وكنيه الذي يملأ الأرض قسطا وعدلا، كما ملئت جورا وظلما.
يا أحمد بن إسحاق، مثله في هذه الأمة مثل الخضر، ومثله مثل ذي القرنين والله ليغيبن غيبة لا ينجو من الهلكة فيها إلا من ثبته الله عز وجل على القول بإمامته ووفقه فيها للدعاء بتعجيل فرجه، الخبر، وقد مر تمامه في الباب الرابع في حرف الغين المعجمة.
المكرمة الثامنة أنه أداء لبعض حقوقه العظيمة في الجملة وأداء حق ذوي الحقوق من أعظم الأمور وأهمها عقلا وشرعا فالكلام يقع في مقامات:
الأول: أن أداء حق ذوي الحقوق من أهم الأمور بحكم العقل وهذا واضح عند ذوي العقول.
الثاني: أنه من أهم الأمور وأفضلها بحكم الشرع ويدل عليه روايات عديدة.
- منها ما رواه ثقة الإسلام رحمه الله تعالى في أصول الكافي (2) بسند صحيح عن أبي

١ - إكمال الدين: ٢ / ٣٨٤ باب ٣٨ ح ١.
٢ - الكافي: ٢ / 170 باب حق المؤمن على أخيه ح 4.
(٣٠٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 295 296 297 298 299 300 301 302 303 304 305 ... » »»