مكيال المكارم - ميرزا محمد تقي الأصفهاني - ج ١ - الصفحة ٢٩٤
أنه علامة الانتظار المأمور به في كثير من الأخبار وسيأتي في الباب الثامن ما يترتب عليه من الآثار إن شاء الله.
المكرمة الخامسة أنه إحياء أمر الأئمة الطاهرين (عليهم السلام) وهذا كاف في ترغيب أهل اليقين. وما يدل من طريق المنقول، مضافا إلى اتفاق ذوي العقول، على حسن هذا العمل المقبول، روايات عديدة عن آل الرسول (صلى الله عليه وآله).
- منها ما في أصول الكافي (1) بسند صحيح عن خيثمة قال: دخلت على أبي جعفر (عليه السلام) أودعه فقال: يا خيثمة، أبلغ من ترى من موالينا السلام وأوصهم بتقوى الله العظيم وأن يعود غنيهم على فقيرهم وقويهم على ضعيفهم، وأن يشهد حيهم جنازة ميتهم وأن يتلاقوا في بيوتهم، فإن لقيا بعضهم بعضا حياة لأمرنا، رحم الله عبدا أحيى أمرنا. يا خيثمة:
أبلغ موالينا أنا لا نغني عنهم من الله شيئا إلا بعمل، وأنهم لن ينالوا ولايتنا إلا بالورع، وأن أشد الناس حسرة يوم القيامة من وصف عدلا ثم خالفه إلى غيره.
- ومنها ما في عاشر البحار (2) عن مجالس الصدوق عن الرضا (عليه السلام) قال: من جلس مجلسا يحيى فيه أمرنا، لم يمت قلبه يوم تموت القلوب.
- ومنها ما في اللئالي عن الصادق (عليه السلام) قال تلاقوا، وتحادثوا العلم فإن بالحديث تجلى القلوب الراينة، وبالحديث إحياء أمرنا، فرحم الله من أحيى أمرنا.
المكرمة السادسة أنه سبب فزع الشيطان اللعين وتباعده عن الداعي بنحو اليقين، والدليل على ذلك من وجهين:
أحدهما: العقل، وتقريره أنه لا ريب في أن هذا العمل الشريف عبادة نفيسة توجب كمال الإيمان - كما سيأتي إن شاء الله تعالى - والقرب إلى الله عز وجل، وكلما كمل إيمان المؤمن

١ - الكافي: ٢ / ١٧٥ باب زيارة الإخوان ح ٢ ٢ - بحار الأنوار: ٤٤ / 278 / ح 1.
(٢٩٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 289 290 291 292 293 294 295 296 297 298 299 ... » »»