مكيال المكارم - ميرزا محمد تقي الأصفهاني - ج ١ - الصفحة ٢٩٠
- الثالث: ما روي في بعض الكتب المعتبرة عن النبي (صلى الله عليه وآله) (1) قال: من آتى إليكم معروفا فكافئوه، فإن لم تجدوا فادعوا له حتى تعلموا من أنفسكم أنكم قد كافأتموه.
- وعن سيد العابدين في رسالة الحقوق (2) قال (عليه السلام): وأما حق ذي المعروف عليك، فأن تشكره وتذكر معروفه، وتكسبه المقامة الحسنة، وتمحض له الدعاء فيما بينك وبين الله تعالى فإذا فعلت ذلك كنت قد شكرته سرا وعلانية ثم إن قدرت على مكافاته يوما كافيته.
الرابع: أنا قد بينا أن الشكر العملي يحصل باستعمال العبد كل واحدة من نعم الله تعالى فيما خلق هذه النعمة لأجله، وإن لم يفعل فقد قابل الإحسان بالإساءة وهو معنى الكفران بالنعمة. ولا ريب في أن الدعاء بتعجيل فرج مولانا صاحب الزمان من جملة ما خلق لأجله اللسان، فبه يحصل شكر نعمة اللسان، فقد اتضح ما قصدناه بأبلغ بيان، ومن الله التوفيق وهو ولي الإحسان.
والدليل على ما ذكرناه من كون هذا الدعاء مما خلق لأجله اللسان، الأخبار الآمرة، والدعوات الصادرة له من معادن الوحي والتبيان فانظر في دعاء الافتتاح لتفوز بالفيض والفلاح، وفي دعاء يوم دحو الأرض وعرفة، لتكمل لك المعرفة ودعاء يونس بن عبد الرحمن، ودعاء العمروي المروي عن صاحب الزمان والدعاء بعد صلاة الليل، وفي حال السجود، والمروي في الكافي (3) لكل وقت مسعود، ودعاء يوم الجمعة عند الرواح، وبعد الظهر والعصر والصباح، وقنوت ظهر الجمعة المروي في جمال الأسبوع (4) بكمال العمل المشروع ودعاء مولانا الإمام موسى بن جعفر بعد صلاة عصره ويوم الجمعة بعد صلاة جعفر، وقنوت مولانا الإمام الحسن العسكري (عليه السلام)، الذي أمر بقراءة شيعته الكرام، إلى غير ذلك مما يوجب ذكره التطويل، والإشارة كافية لأهل التحصيل وإن أردت في ذلك التفصيل فسنذكر في الباب السابع ما يشفي العليل ويروي الغليل والله المستعان وهو حسبي ونعم الوكيل.

١ - الوسائل: ١١ / ٥٣٧ / ح ٥.
٢ - الأمالي للشيخ الصدوق: ٢٢٤ وقد جمعنا في كتاب الدرر اللامعة جميع الحقوق بأسلوب فراجع.
٣ - الكافي: ٢ / ٤٧٦ باب الأوقات والحالات التي ترجى فيها الإجابة.
٤ - جمال الأسبوع: ٤١٤.
(٢٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 285 286 287 288 289 290 291 292 293 294 295 ... » »»