مكيال المكارم - ميرزا محمد تقي الأصفهاني - ج ١ - الصفحة ٢٨٨
- كما روي في أصول الكافي (1) عن الصادق (عليه السلام) قال: من أنعم الله عليه بنعمة فعرفها بقلبه فقد أدى شكرها.
قال المجلسي (ره): فعرفها بقلبه، أي عرف قدر تلك النعمة، وأن الله هو المنعم بها.
أقول: ومن آثار تلك المعرفة قصد تعظيم النعمة، وإظهار هذا القصد بما يترتب عليه من الآثار اللسانية، والأعمال البدنية، اللتين هما القسم الثاني والثالث من أقسام شكر النعمة فمن الآثار اللسانية التحميد والثناء، ومنها التحديث بالنعمة، ومنها الدعاء لبقاء تلك النعمة.
ومن الآثار البدنية الاجتهاد في الطاعة والعبادة..
- كما في الكافي (2) عن أبي جعفر (عليه السلام) قال كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) عند عائشة ليلتها، فقالت يا رسول الله، لم تتعب نفسك وقد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ فقال: يا عائشة ألا أكون عبدا شكورا.
- وفيه (3) عن الصادق (عليه السلام) قال: شكر النعمة اجتناب المحارم وتمام الشكر قول الرجل: الحمد لله رب العالمين.
أقول: الظاهر من هذا الحديث أن أصل الشكر يحصل باجتناب المحارم والتحميد باللسان يكمله والله العالم.
ومن الآثار البدنية أيضا بذل المال في سبيل الله، كما يدل عليه بعض الأخبار.
ومنها سجدة الشكر.
ومنها: تعظيم النعمة كأخذ كسرة الخبز من الأرض وأكلها، إلى غير ذلك، مما لا يخفى على العارف السالك.
إذا عرفت ما ذكرناه، فنقول: لما كان وجود مولانا الحجة (عليه السلام) من أعظم نعم الله علينا، كما أثبتنا وبينا، ومعرفتنا به نعمة عظيمة أخرى، بل هي نعمة لا تقاس بها نعمة لأنها الجزء الأخير للإيمان، الذي يقال فيه إنه العلة التامة.
وقد بينا أن جميع النعم الظاهرة والباطنة إنما هي من فروع تلك النعمة السنية، أعني

١ - الكافي: ٢ / ٩٦ باب الشكر ح ١٥.
٢ - الكافي: ٢ / ٩٥ باب الشكر ح ٦.
٣ - الكافي: ٢ / 95 باب الشكر ح 10.
(٢٨٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 283 284 285 286 287 288 289 290 291 292 293 ... » »»