ومما ذكرنا ظهر أن نفع الصلاة من المؤمنين على خاتم النبيين وآله الطاهرين يرجع إلى المصلي، والمصلى عليه، لا من باب الاحتياج إلى دعاء المصلي، حتى يرد علينا ما أورد، بل من جهة قابليتهم (عليهم السلام) لإفاضات الله تعالى التي لا نهاية لها لأن دوامها واستمرارها وتجددها إنما هي من لوازم قدرته الكاملة التامة العامة الدائمة.
الأمر الثالث ربما يتوهم التنافي بين الأمر بالدعاء لتعجيل فرج مولانا صاحب الزمان وظهوره والأخبار الناهية عن التعجيل في ظهوره وسنذكرها في الباب الثامن إن شاء الله تعالى ويندفع هذا التوهم بأن الاستعجال المنهي عنه على ثلاثة أقسام.
الأول: ما يصير سببا لليأس عن ظهور القائم (عليه السلام)، بأن يكون الشخص لقلة الصبر مستعجلا فيقول هذا الأمر لو كان لوقع إلى الآن وهذا العنوان يجره بالآخرة إلى إنكار ظهور صاحب الزمان.
الثاني: العجلة التي تكون منافية للتسليم لأمر الله والرضا بقضاء الله وهذا النحو من الاستعجال يقضي بالآخرة إلى إنكار حكمة الخالق المتعال.
- ولذلك ورد في الدعاء المروي عنه (عليه السلام) (1) بتوسط الشيخ عثمان بن سعيد العمري (ره): فصبرني على ذلك حتى لا أحب تعجيل ما أخرت، ولا تأخير ما عجلت ولا أكشف عما سترت ولا أبحث عما كتمت، ولا أنازعك في تدبيرك ولا أقول لم؟ وكيف؟ وما بال ولي الأمر لا يظهر وقد امتلأت الأرض من الجور!! إلى آخر الدعاء وسنذكره في الباب السابع إن شاء الله تعالى.
فإن قلت: لا ريب أن الدعاء بتعجيل الظهور إنما ينشأ من المحبة والشوق إلى ذلك وهذا ينافي قوله: حتى لا أحب تعجيل ما أخرت (الخ).
قلت: قد عرفت فيما قدمنا أن الظاهر من الأخبار كون وقت وقوع الفرج والظهور من بدائيات الأمور، فإذا جوز المحب تقريب وقت لقاء المحبوب بالاهتمام في الدعاء لهذا المطلوب، جد واجتهد فيه بما كان له ميسورا. وهذا لا ينافي التسليم لما كان في علم الله