مكيال المكارم - ميرزا محمد تقي الأصفهاني - ج ١ - الصفحة ٢٤٢
ورائي، أتفحص عنه وأنادي فلم أر أحدا أصلا وأضر بي الهواء والمطر والبرد، في ذلك الزمان القليل، فدخلت المسجد، وانتبهت من غفلتي وكأني كنت نائما فاستيقظت، وجعلت ألوم نفسي على عدم التنبه لما كنت أرى من الآيات الباهرة وأتذكر ما شاهدته وأنا غافل من كراماته، من الضياء العظيم في المقام الشريف، مع أني لم أر سراجا، ولو كان في ذلك المقام عشرون سراجا لما وفى بذلك الضياء وذكرت أن ذلك السيد الجليل سماني باسمي، مع أني لم أعرفه ولم أره قبل ذلك.
وتذكرت أني لما كنت في المقام كنت أنظر إلى فضاء المسجد فأرى الظلام الشديد وأسمع صوت المطر والرعد، وأني لما خرجت من المقام مصاحبا له سلام الله عليه كنت أمشي في ضياء، بحيث أرى موضع قدمي والأرض يابسة والهواء عذب، حتى وصلنا إلى باب المسجد، ومنذ فارقني شاهدت الظلمة والمطر وصعوبة الهواء، إلى غير ذلك، من الأمور العجيبة التي أفادتني اليقين بأنه الحجة صاحب الزمان الذي كنت أتمنى من فضل الله تعالى التشرف برؤيته، وتحملت مشاق عمل الاستجارة عند قوة الحر والبرد لمطالعة حضرته سلام الله عليه، فشكرت الله تعالى شأنه والحمد لله، انتهى كلامه رفع مقامه.
وأما القسم الرابع: وهو إشراق نوره في زمان ظهوره، فعلى نحوين أيضا: باطني وظاهري ويدل على الأول ما مر في القسم الثالث.
- وعلى الثاني ما رواه الشيخ الجليل علي بن إبراهيم القمي (ره) في تفسيره (1) مسندا عن المفضل بن عمر (ره) أنه سمع أبا عبد الله (عليه السلام) يقول في قول الله تعالى (2) * (وأشرقت الأرض بنور ربها) * قال: رب الأرض يعني إمام الأرض قلت: فإذا خرج يكون ماذا؟
قال (عليه السلام): إذا استغنى الناس عن ضوء الشمس ونور القمر ويجتزئون بنور الإمام.
- وما رواه السيد الأجل السيد هاشم البحريني في كتاب المحجة (3) مسندا عن المفضل أيضا قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إن قائمنا إذا قام أشرقت الأرض بنور ربها واستغنى العباد عن ضوء الشمس، وصار الليل والنهار واحدا، وعاش الرجل في زمانه ألف

١ - تفسير القمي: ٢ / 581 2 - سورة الزمر: 69.
3 - المحجة: 748.
(٢٤٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 237 238 239 240 241 242 243 244 245 246 247 ... » »»