مكيال المكارم - ميرزا محمد تقي الأصفهاني - ج ١ - الصفحة ٢٢٦
وهذا النور ليس بجوهر ولا عرض، بل هو المظهر لكل جوهر وعرض، وعلى هذا التقرير، فإطلاق النور عليه تعالى في قوله عز اسمه * (الله نور السماوات والأرض) * لا يحتاج إلى تجوز وتكلف أصلا.
- وكذا الدعاء المروي عن النبي (صلى الله عليه وآله) في المهج (1) وغيره: بسم الله النور بسم الله نور على نور (الخ) ولشرح هذا الكلام مقام آخر، وقسم من النور يكون داخلا في الجواهر، وأعلاه وجود نبينا وحبيبنا محمد (صلى الله عليه وآله) الذي جعله مثل نوره، ومن هذا القسم وجود الإمام (عليه السلام)، ولهذا أطلق عليه النور، كما يأتي إن شاء الله تعالى.
ومنه العالم إلى غير ذلك من الأقسام، التي بعضها فوق بعض، وقسم من النور يكون داخلا في الأعراض، كضوء البرق والسراج وغيرهما وإطلاق النور على كلها حقيقة وبهذا البيان ينكشف لك عدم الاختلاف في التفاسير المروية لآية النور، فإن كلا منها بيان لبعض مصاديق النور، ولولا خوف الإطناب لأديت حق التحقيق، والتفصيل في هذا الباب والله تعالى هو الهادي إلى نهج الصواب.
الفصل الثاني وإذ قد عرفت أن للنور أقساما كثيرة بعضها فوق بعض، فلا ريب في كون النورانية علامة لشرف صاحبها، وكمالها دليل كمال شرفه، وهذا أمر واضح لا سترة فيه، ويدل عليه مضافا إلى دلالة العقل، الآيات والأخبار الكثيرة:
منها: آية النور، فإنه تعالى قد وصف نفسه بهذه الصفة المتعالية، وهو حسبنا في إثبات المطلوب.
ومنها: الآيات الواردة في مقام الامتنان بخلق الشمس والقمر، قال الله عز وجل * (جعل القمر فيهن نورا وجعل الشمس سراجا) *.
ومنها: الواردة في مقام الحلف كقوله تعالى: * (والشمس وضحاها والقمر إذا تلاها) * وغيرهما.
وأما الأخبار فكثيرة جدا:

١ - مهج الدعوات: ٧.
(٢٢٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 221 222 223 224 225 226 227 228 229 230 231 ... » »»