مكيال المكارم - ميرزا محمد تقي الأصفهاني - ج ١ - الصفحة ٢٢٨
الله تعالى عليهم الظلمة، وفي الدنيا في أوقات الصلوات.
والحديثان مذكوران في عاشر البحار، تركناهما روما للاختصار.
ومنها: ما دل على تفاوت درجات نور المؤمنين يوم القيامة، بحسب تفاوت درجات إيمانهم:
- ففي ثالث البحار (1) عن أبي ذر الغفاري، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): يرد على الحوض راية أمير المؤمنين، وإمام الغر المحجلين، فأقوم فآخذ بيده، فيبيض وجهه، ووجوه أصحابه، فأقول: ما خلفتموني في الثقلين بعدي؟ فيقولون: تبعنا الأكبر وصدقناه ووازرنا الأصغر ونصرناه وقتلنا معه. فأقول: رووا رواء مرويين فيشربون شربة لا يظمأون بعدها، وجه إمامهم كالشمس الطالعة، ووجوههم كالقمر ليلة البدر وكأضوأ نجم في السماء.
الفصل الثالث في بيان كون وجوده نورا صلوات الله تعالى عليه، وهنا مطلبان.
الأول: في بيان أن الإمام نور.
والثاني: في بيان أن وجوده بخصوصه نور.
أما الأول: فلأن معنى النور كما عرفت هو الظاهر في نفسه المظهر لغيره ولا ريب أن الإمام بحسب كمالاته، ودلالاته أظهر المخلوقات وأعرفها، ولذلك قال مولانا أبو جعفر الباقر (عليه السلام) لمحمد بن مسلم (ره) في الحديث الذي رويناه في الباب الأول: من أصبح من هذه الأمة لا إمام له من الله عز وجل ظاهر عادل أصبح ضالا تائها، الخبر. فإن ظهور الإمام (عليه السلام) بحسب دلالاته وكمالاته.
وأما شخصه فقد يغيب عن قوم وقد يظهر لهم، وهو في حال غيبته في غاية الظهور، كما قال سيدنا الصادق (عليه السلام) (2) لمفضل بن عمر حين بكى لأجل استماعه منه (عليه السلام) شدة الشبهة وارتفاع الرايات المشتبهة في زمان الغيبة: ترى هذه الشمس، قال: قلت: نعم، فقال (عليه السلام): والله لأمرنا أبين من هذه الشمس. وسيأتي الخبر بطوله في الباب الثامن إن شاء الله تعالى في

١ - بحار الأنوار: ٨ / ٢٤ باب ٢٠ ح ١٩.
٢ - بحار الأنوار: ٥٢ / 282.
(٢٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 223 224 225 226 227 228 229 230 231 232 233 ... » »»