إلزام الناصب في إثبات الحجة الغائب - الشيخ علي اليزدي الحائري - ج ٢ - الصفحة ٤٣
منه ببركة هذا الدعاء، قال أبو الحسن المذكور: إنه علمني أن أقول: اللهم عظم البلاء وبرح الخفاء وانقطع الرجاء وانكشف الغطاء وضاقت الأرض ومنعت السماء وإليك يا رب المشتكى وعليك المعول في الشدة والرخاء، اللهم فصل على محمد وآل محمد أولي الأمر الذين فرضت علينا طاعتهم فعرفتنا بذلك منزلتهم، ففرج عنا بحقهم فرجا عاجلا كلمح البصر أو هو أقرب، يا محمد يا علي أكفياني فإنكما كافياي وانصراني فإنكما ناصراي، يا مولاي يا صاحب الزمان الغوث الغوث أدركني أدركني أدركني. قال الراوي إنه (عليه السلام) عند قوله: يا صاحب الزمان، كان يشير إلى صدره الشريف (1).
الحكاية التاسعة والعشرون: في جنة المأوى عن السيد السند والحبر المعتمد الميرزا صالح دام علاه بن السيد المحقق السيد مهدي القزويني الساكن بالحلة أعلى الله مقامه قال:
خرجت يوم الرابع عشر من شهر شعبان من الحلة أريد زيارة الحسين ليلة النصف منه، فلما وصلت إلى شط الهندية وعبرت إلى الجانب الغربي منه وجدت الزوار الذاهبين من الحلة وأطرافها والواردين من النجف ونواحيه جميعا محاصرين في بيوت عشيرة بني طرف من عشاير الهندية ولا طريق لهم إلى كربلاء لأن عشيرة عنزة قد نزلوا على الطريق وقطعوه عن المارة ولا يدعون أحدا يخرج من كربلاء ولا أحدا يلج إلا انتهبوه قال: فنزلت على رجل من العرب وصليت صلاة الظهر والعصر وجلست أنتظر ما يكون من أمر الزوار وقد تغيمت السماء ومطرت مطرا يسيرا فبينما نحن جلوس إذ خرجت الزوار بأسرها من البيوت متوجهين نحو طريق كربلاء فقلت لبعض من معي: أخرج وأسأل ما الخبر فخرج ورجع إلي وقال لي: إن عشيرة بني طرف قد خرجوا بالأسلحة النارية وتجمعوا لإيصال الزوار إلى كربلاء ولو آل الأمر إلى المحاربة مع عنزة، فلما سمعت قلت: إن هذا الكلام لا أصل له لأن بني طرف لا قابلية لهم على مقابلة عنزة في البر وأظن هذه مكيدة منهم لإخراج الناس عن بيوتهم لأنهم استثقلوا بقاءهم عندهم وفي ضيافتهم، فبينما نحن كذلك إذ رجعت الزوار إلى البيوت فتبين الحال كما قلت فلم تدخل الزوار إلى البيوت وجلسوا في ظلالها والسماء

1 - جنة المأوى: 275 الحكاية 40.
(٤٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 ... » »»