إلزام الناصب في إثبات الحجة الغائب - الشيخ علي اليزدي الحائري - ج ٢ - الصفحة ٤٧
السليمانية، قال الوالد (رحمه الله): فبقيت متفكرا في حديثه وأن هذا الفتح وخبره لم يبلغ إلى حكام الحلة ولم يخطر لي أن أسأله كيف وصلت إلى الحلة وبالأمس خرجت من السليمانية وبين الحلة والسليمانية ما يزيد على عشرة أيام للراكب المجد، ثم إن الرجل أمر بعض خدمة الدار أن يأتيه بماء فأخذ الخادم الإناء ليغترف به ماء من الحب فناداه لا تفعل فإن في الإناء حيوانا ميتا فنظر فيه فإذا سام أبرص ميت فأخذ غيره فجاء بالماء إليه، فلما شرب قام للخروج، قال الوالد: فقمت لقيامه فودعني وخرج فلما صار خارج الدار قلت للجماعة هلا أنكرتم على الرجل خبره في فتح السليمانية؟ فقالوا: هلا أنكرت عليه، قال: فحدثني الحاج علي المتقدم بما وقع له في الطريق وحدثني الجماعة بما وقع قبل خروجي من قراءته في المسودة وإظهار العجب من الفروع التي فيها، قال الوالد أعلى الله مقامه، فقلت: اطلبوا الرجل وما أظنكم تجدونه، هو والله صاحب الأمر روحي فداه فتفرق الجماعة في طلبه فما وجدوا له عينا ولا أثرا فكأنما صعد في السماء أو نزل في الأرض، قال: فضبطنا اليوم الذي أخبر فيه عن فتح السليمانية فورد الخبر ببشارة الفتح إلى الحلة بعد عشرة أيام من ذلك اليوم وأعلن ذلك عند حكامها بضرب المدافع المعتاد ضربها عند البشاير عند ذوي الدولة العثمانية. قال صاحب الكتاب قلت: الموجود فيما عندنا من كتاب الأنساب إن اسم ذي الدمعة حسين ويلقب أيضا بذي العبرة وهو ابن زيد الشهيد بن علي بن الحسين (عليهم السلام) ويكنى بأبي عاتقة وإنما لقب بذي الدمعة لبكائه في تهجده في صلاة الليل، ورباه الصادق (عليه السلام) فأورثه علما جما وكان زاهدا عابدا وتوفي في سنة خمس وثلاثين ومائة وزوج ابنته بالمهدي الخليفة العباسي وله أعقاب كثيرة (1).
الحكاية الحادية والثلاثون: وفيه عن تاريخ قم تأليف الشيخ الفاضل الحسن بن محمد بن الحسن القمي من كتاب مؤنس الحزين في معرفة الحق واليقين من مصنفات أبي جعفر محمد بن بابويه القمي ما لفظه بالعربية: باب ذكر بناء مسجد جمكران بأمر الإمام المهدي عليه صلوات الله الرحمن وعلى آبائه المغفرة، سبب بناء المسجد المقدس في جمكران

1 - جنة المأوى: 286 الحكاية 44.
(٤٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 ... » »»