يرى أثر الظلم ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر (1).
الآية العاشرة: قوله تعالى في سورة النور: * (وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا) * (2) دلت الآية بمنطوقها على وعد الله باستخلاف من اتصف بهذه الصفات وليس هو إلا الأئمة (عليهم السلام) وحيث إنهم صلوات الله عليهم لم يحصل لهم التمكين التام فيما مضى بالبداهة لغلبة الظالمين والمنافقين فدار الأمر بين أن يخلف وعده أو ينجزه، لا سبيل إلى الأول لاستلزامه الكفر فتعين الثاني، ولما لم يحصل فيما مضى تعين أن يكون إنجاز هذا الوعد بالرجعة فثبت المطلوب منها وتكون نصا في الرجعة وبه صرح غير واحد.
وعن مناقب الطاهرين للشيخ الجليل الحسن بن علي بن محمد بن الحسن الطبري المازندراني بعد ذكر الآية أن من دور آدم إلى يومنا هذا لم يمكن أصلا أن جميع العالم يعبدون الله تعالى وليس يشركون به فعلم من هنا أن هذه الحال منتظرة بدليل أنه تعالى ذكر ذلك بلفظ الاستقبال بالسين وفيه تراخ واستقبال أيضا وليس للمخالف أن يقول المراد به الخلفاء الثلاثة لأن في زمانهم كانت الدنيا مملوءة من الشرك وقليل من الإسلام ورسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أخبر نقلا عن كتبهم: لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يخرج رجل من ولدي يواطئ اسمه اسمي وكنيته كنيتي يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما (3).
وعن الكافي عن عبد الله بن سنان قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله تعالى: * (وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم) * قال: هم الأئمة (عليهم السلام) (4).
الآية الحادية عشرة: قوله تعالى في سورة الشعراء: * (إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية