كثيرا، ثم قلت: يا رسول الله إني مؤجل إلى عهدهم؟
قال (صلى الله عليه وآله وسلم): يا سلمان اقرأ * (فإذا جاء وعد أولاهما بعثنا عليكم عبادا لنا أولي بأس شديد فجاسوا خلال الديار وكان وعدا مفعولا ثم رددنا لكم الكرة عليهم وأمددناكم بأموال وبنين وجعلناكم أكثر نقيرا) * (1) قال سلمان: فاشتد بكائي وشوقي وقلت: يا رسول الله بعهد منك؟
فقال: إي والذي أرسل محمدا إنه لبعهد مني وبعلي وفاطمة والحسن والحسين وتسعة أئمة وكل من هو منا ومظلوم فينا إي والله يا سلمان ثم ليحضرن إبليس وجنوده وكل من محض الإيمان محضا ومحض الكفر محضا حتى يؤخذ بالقصاص والأوتار (2) ولا يظلم ربك أحدا ونحن (3) تأويل هذه الآية: * (ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ونمكن لهم في الأرض ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون) * (4) قال سلمان (رضي الله عنه): فقمت من بين يدي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وما يبالي سلمان متى لقي الموت أو لقيه الموت (5).
الآية السادسة: قوله تعالى في سورة طه: * (إن في ذلك لآيات لأولي النهى) * (6) عن القمي عن عمار بن مروان عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سألته عن قول الله عز وجل: * (إن في ذلك لآيات لأولي النهى) * قال: نحن والله أولي النهى، فقلت: جعلت فداك وما معنى أولي النهى؟ قال:
ما أخبر الله به رسوله مما يكون بعده من ادعاء أبي فلان الخلافة والقيام بها والآخر من بعده والثالث من بعدهما وبني أمية فأخبر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عليا (عليه السلام) وكما انتهى إلينا من علي فيما يكون من بعده من الملك في بني أمية وغيرهم، فهذه الآية التي ذكرها الله تعالى في الكتاب * (إن في ذلك لآيات لأولي النهى) * الذي انتهى إلينا علم هذا كله فصبرنا لأمر الله فنحن قوام الله على خلقه وخزانه على دينه نخزنه ونستره ونكتم به من عدونا كما كتم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حتى أذن الله له في الهجرة وجاهد المشركين فنحن على منهاج رسول الله حتى يأذن الله لنا في إظهار دينه بالسيف وندعو الناس إليه فنضربهم عليه عودا كما ضربهم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)