إلزام الناصب في إثبات الحجة الغائب - الشيخ علي اليزدي الحائري - ج ٢ - الصفحة ٢٧
الرجل تحيرا شديدا واندهش في معرفته وقال في نفسه: ولعل هذا الرجل الذي يمشي بين يدي منذ كذا وأنا في ركوبي هو الذي بوجوده تدور رحى الموجودات وبه قيام الأرضين والسماوات، فبينما هو كذلك إذ وقع السوط من يده من شدة التفكر والتحير فأخذ ليستخبر عن هذه المسألة استخبارا منه واستظهارا عنه أن في زمن الغيبة الكبرى هل يمكن التشرف إلى لقاء سيدنا ومولانا صاحب الزمان، فهوى الرجل وأخذ السوط من الأرض ووضعه في كف العلامة وقال: لم لا يمكن وكفه في كفك؟ فأوقع العلامة نفسه من على الدابة منكبا على قدميه وأغمي عليه من فرط الرغبة وشدة الاشتياق، فلما أفاق لم يجد أحدا فاهتم بذلك هما شديدا وتكدر ورجع إلى أهله وتصفح عن نسخة تهذيبه فوجد الحديث المعلوم كما أخبره الإمام (عليه السلام) في حاشية تلك النسخة فكتب بخطه الشريف في ذلك الموضع: هذا حديث أخبرني به سيدي ومولاي في ورق كذا وسطر كذا، ثم نقل الفاضل الميثمي عن السيد المزبور طاب ثراه أنه قد رأى تلك النسخة بخط العلامة في حاشيته (1).
الحكاية العشرون: فيه عن الفاضل والعادل الأمين مولانا محمد أمين العراة عن رجل صالح عطار من أهل البصرة أنه قال: إني كنت جالسا ذات يوم على دكتي العطارة وإذا برجلين قد أتيا ووقفا علي لشراء السدر والكافور، فلما تكلمنا وتأملت فيهما فلم أجدهما في الصورة والسيرة في زي أهل البصرة ونواحيها، بل ولا المعروف من بلادنا فسألتهما عن أهلهما وبلادهما فاكتتما فألححت عليهما، وكلما كثر تسترهما ازددت إلحاحا عليهما إلى أن أقسمت عليهما بالرسول المختار وآله الأئمة الأطهار (عليهم السلام)، فلما رأيا ذلك مني أظهرا لي أنهما من جملة ملازمي عتبة الإمام الحي المنتظر حجة الله صاحب الزمان عجل الله فرجه وأن واحدا من صحبتهم قد توفي بأجله الموعود وقد أرسلا لشراء السدر والكافور منه. قال: فلما سمعت بذلك توسلت إليهما وأظهرت المصاحبة معهم إلى سيدي ومولاي وتضرعت وألححت عليهما في ذلك، فقالا: إن هذا موقوف على إذنه (عج) وإنا لم نؤذن بذلك. فقلت

1 -
(٢٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 ... » »»