إلزام الناصب في إثبات الحجة الغائب - الشيخ علي اليزدي الحائري - ج ٢ - الصفحة ٢٦
المنام. وعن مصنفات الفاضل الألمعي علي بن إبراهيم المازندراني وبخطه كان معاصرا للشيخ البهائي (رحمه الله)، وهكذا الشيخ الجليل جمال الدين الحلي كان علامة علماء الزمان إلى أن قال: وقد قيل إنه كان يطلب من بعض الأفاضل كتابا لينسخه وكان هو يأبى عليه، وكان كتابا كبيرا جدا فاتفق أن أخذه منه مشروطا بأن لا يبقى عنده غير ليلة واحدة، وهذا كتاب لا يمكن نسخه إلا في سنة أو أكثر، فأتى به الشيخ (رحمه الله) فشرع في كتابته في تلك الليلة فكتب منه صفحات ومله، وإذا برجل دخل عليه من الباب بصفة أهل الحجاز فسلم وجلس، ثم قال:
أيها الشيخ أنت مصطر لي الأوراق وأنا أكتب، فكان الشيخ يمصطر له الورق وذلك الرجل يكتب وكان لا يلحق المصطر بسرعة كتابته، فلما نقر ديك الصباح وصاح وإذا الكتاب بأسره مكتوب تماما. وقد قيل إن الشيخ لما مل الكتابة نام فانتبه فرأى الكتاب مكتوبا (1).
الحكاية التاسعة عشرة: ذكر المحدث الفاضل الميثمي في كتابه دار السلام عن السيد السند السيد محمد صاحب المفاتيح بن صاحب الرياض نقلا عن خط آية الله العلامة في حاشية بعض كتبه ما ترجمته بالعربية: خرج ذات ليلة من ليالي الجمعة من بلدة الحلة إلى زيارة قبر ريحانة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أبي عبد الله الحسين (عليه السلام) وهو على حمار له وبيده سوط يسوق به دابته فعرض له في أثناء الطريق رجل في زي الأعراب فتصاحبا والرجل يمشي بين يديه فافتتحا بالكلام، وساق معه الكلام من كل مقام وإذا به عالم خبير نحرير فاختبره عن بعض المعضلات وما استصعب عليه علمها فما استتم عن كل من ذلك إلا وكشف الحجاب عن وجهها وافتتح عن مغلقاتها إلى أن انجر الكلام في مسألة أفتى به بخلاف ما عليه العلامة، فأنكره عليه قائلا: إن هذه الفتوى خلاف الأصل والقاعدة ولا بد لنا في خلافهما من دليل وارد عليهما مخصص لهما، فقال العربي: الدليل عليه حديث ذكره الشيخ الطوسي في تهذيبه. فقال العلامة: إني لم أعهد بهذا الحديث في التهذيب ولم يذكره الشيخ ولا غيره. فقال العربي: ارجع إلى نسخة التهذيب التي عندك الآن وعد منها أوراقا كذا وسطورا كذا فتجده، فلما سمع العلامة بذلك ورأى أن هذا إخبار عن المغيبات تحير في أمر

1 - جنة المأوى: 255 الحكاية الخامسة والعشرون.
(٢٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 ... » »»