إلزام الناصب في إثبات الحجة الغائب - الشيخ علي اليزدي الحائري - ج ٢ - الصفحة ٢٥٥
هؤلاء أوليائي وأحبائي وأصفيائي وحججي بعدك على بريتي وهم أوصياؤك وخلفاؤك وخير خلقي بعدك، وعزتي وجلالي لأظهرن بهم ديني ولأعلين بهم كلمتي ولأطهرن الأرض بآخرهم من أعدائي ولأملكنه مشارق الأرض ومغاربها ولأسخرن له الرياح ولأذللن له السحاب الصعاب ولأرقينه في الأسباب ولأنصرنه بجندي ولأمدنه بملائكتي حتى يعلن دعوتي ويجمع الخلق على توحيدي ثم لأديمن ملكه ولأداولن الأيام بين أوليائي إلى يوم القيامة (1).
وفيه: عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: له كنز بالطالقان ما هو بذهب ولا فضة، وراية لم تنتشر منذ طويت ورجال كأن قلوبهم زبر الحديد، لا يشوبها شك في ذات الله أشد، من الحجر، لو حملوا على الجبال لأزالوها، لا يقصدون برايتهم بلدة إلا خربوها، كأن على خيولهم العقيان (2)، يتمسحون بسرج الإمام، يطلبون بذلك البركة ويخفونه به بأنفسهم في الحروب ويكفونه ما يريد فيهم، رجال لا ينامون الليل، لهم دوي في صلاتهم كدوي النحل يبيتون قياما على أطرافهم ويستحيون على خيولهم، رهبان بالليل ليوث بالنهار، هم أطوع له من الأمة لسيده، كالمصابيح كأن قلوبهم القناديل وهم من خشية الله مشفقون يدعون بالشهادة ويتمنون أن يقتلوا في سبيل الله شعائرهم يا لثارات الحسين، إذا ساروا يسير الرعب أمامهم مسيرة شهر، يمشون إلى المولى إرسالا، بهم ينصر الله أمام الحق (3).
وفيه: عنه (عليه السلام): كأني بالقائم على النجف الكوفة وقد لبس درع رسول الله فينتقض هواها فتستدير عليه فيغشيها بخداجة (4) من إستبرق ويركب فرسا أدهم، بين عينيه (5) شهراح فينتفض فيه انتفاضة لا يبقى أهل بلاد إلا وهم يرون أنه معهم في بلادهم، فينشر راية رسول الله من عمود العرش وسايرها من نصر الله لا يهوي بها على شئ أبدا إلا أهلكه الله فإذا هزها لم يبق مؤمن إلا صار قلبه كزبر الحديد، ويعطى المؤمن قوة أربعين رجلا ولا يبقى مؤمن

١ - مختصر البصائر: ١٨١، والهداية الكبرى: ٣٩٤، والبحار: ١٨ / ٣٤٦ ح ٥٦.
٢ - الذهب.
٣ - البحار: ٥٢ / ٣٠٧ ح ٨٢.
٤ - في غيبة النعماني: ٣٠٩ بحداجة. وفي اللسان: (٢ / ٤٤٧) الحدائج والاحداج مراكب النساء.
٥ - في كامل الزيارات 234: شمراخ وهو غرة الفرس دقت وسالت وجللت الخيشوم.
(٢٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 250 251 252 253 254 255 256 257 258 259 260 ... » »»