فوالذي فلق الحبة وبرئ النسمة وتفرد بالجبروت والعظمة لقد سخرت لي الشمس والرياح والجن والهوام والطيور والأشجار والبحار، وإنكم تستعظمون ملك سليمان وما سليمان لو عرفتموه وكشف لكم رأيتموه سلكتم في أنفسكم، نحن كنا مع آدم وكنا مع نوح وكنا مع موسى وكنا مع عيسى وداود وسليمان وما بينهم وبين النبيين فكل إلينا وفينا وبنا، فقال له رجل: يا أمير المؤمنين ألا فأديل ونقلناها عنك ونتحدث فيها بعدك ونسأل عن معانيها فلا ندري ما هي فقال: هيهات هيهات لنسب لا سبب وعدل عادل هذا علم لا حد له جاش تياره فبعذر يجري فيقذف ما فيه لم يسعني السكوت عنه والا ما سأل عما أعطيت وأحاط به علمي، ألا وفوق ذلك والذي فلق الحبة وبرئ النسمة عرضت لي وأعرضت عنها، أنا سحاب الدنيا لوجهها فحتى متى يلحق بي اللاحق، لقد علمت ما فوق الفردوس الأولى وما تحت السابعة السفلى وما في السماوات العلى وما بينها وما تحت الثرى، كل ذلك علم الإحاطة لا علم إخبار، أقسم برب العرش العظيم لو شئت أخبرتكم بآبائكم وأسلافكم أين كانوا وممن كانوا وأين هم وما صاروا إليه فكم من آكل منكم أكل لحم أخيه وشارب برأس أبيه وهو يشتاقه ويرتجيه غدا، هيهات هيهات إذا انكشف المسطور ويحصل ما في الصدور وعلم واردات الضمير وتعلمون المصير وأيم الله قد كورتم كورات وكررتم كرات وكم من بين كرة وكرات وكم من آية وآيات وما بين مقتول وميت وبعض في حواصل الطيور (1) وبعض في بطون الوحوش والناس ما بين ماض وراج ورايح وغاد، لو كشف لكم ما كان مني في القديم الأول وما يكون مني في الآخر لرأيتم (2) عجائب مستعظمات وأمورا مستعجبات وصنايع واطات، أنا صاحب الخلق الأول، أنا قبل نوح الأول ولو علمتم ما بين آدم ونوح من عجائب اصطنعتها وأمم أهلكتها فحق عليهم القول فبئس ما كانوا يفعلون، أنا صاحب الطوفان الأول [أنا صاحب بابل والكارات، أنا صاحب الحيتان] أنا صاحب الطوفان الثاني أنا صاحب السيل العرم أنا صاحب الأسرار المكتومات أنا صاحب العاد والجنات أنا صاحب ثمود والآيات أنا مدبرها أنا مزلزلها أنا مرجفها أنا مهلكها أنا مدبرها أنا بانيها أنا داحيها أنا
(٢٠٩)