تصلى قاتل الأقران ومفتي الشجعان ويأتي بعده الأديل والأميل والصعلوك والصبي الدعوك يملك ويستوعب ويسير الآجال ويكثر الشدائد في دولة السلطان والنسوان، ثم يأتي بعد ذلك البهلول الأيدح (1) الأنددي الأريح (2) المشؤم يومه، يظهر من بعده النوش (3) وينشو العبوس، إذ الأمر إلى العبد المعروف بالأرحب ومثله لما في الأرعب واسترعاها الديار وأسلمها العصيان وصارت إلى الصبيان فعند ذلك يتوقع شنارها (4) ويكثر نفارها وترتج الأقطار والدعاة إلى كل باطل، هيهات هيهات توقعوا حلول الفرج العظيم وإقباله فرجا فرجا إذا جعل الله حصيات النجف جواهر وجعلها تحت أقدام المؤمنين (5) ويهلك أهل النفاق والمارقين ويظهر معدن الياقوت الأحمر وخالص الدر والجوهر، ألا وإن ذلك من أبين العلامات فإذا كان لاح ضياؤه وسطع نوره وكان ما تريدون فكم هنالك من عجايب جمة وأمور لمة وكيف يلم إذا دهمتكم رايات بني كنده مع عمال من عقبة من الشام يريد بها الأموية، هيهات أن يكون الحق في تيمي أو عدوي أو أموي. ثم بكى وقال: آه آه للأمم المشاهدة بني عتبة مع بني كنانة السايرون إلى اللا يلا اللا يلا اللا تكون حلا حلا ليصلوا إلى جنب الجزيرة من مفارقة الأوبر (6) خلق عظيم فاحضر المعطد (7) وادعان شمخر (8) البيض الأضك (9) الأبيض والأبقع وينتقص الأموال والأنفس والثمرات مع خوف شديد وبؤس وبشر الصابرين، يريعون (10) في النعيم والسعور المقيم يحملكم نحايب ويحملكم الأملاك، فقال رجل: نحن منهم؟ فقال (عليه السلام): فيكم منهم، قال قالوا: بين لنا السعيد والشقي فقال: فتشوا سرائركم واسألوا أحباركم واستدلوا بذلك على الطريق تفوزوا الفوز العظيم والنعيم المقيم وكم يجري في العالم أعجوبات وكم فيه آيات لا لمزية وأكثر العلامات بني قنطور (11)
(٢١٣)