بين عباده وجعله أفضل أهل زمانه، ولم يهتدوا إلى سر يقع إلا إمام العلوم باب مدينة المعصوم، وحللنا نزرا يسيرا في شق الجيب فيما يتعلق بالمهدي (عج) وخروجه: أخرج يا إمام تعطل الإسلام إن الذي فرض عليك لرادك إلى معاد.
إذا دار الزمان على حروف * ببسم الله فالمهدي قاما ويخرج بالحطيم عقيب صوم * ألا فاقرأه من عندي السلاما (1) لما انجر الكلام بذكر الشيخ العارف الكامل محي الدين ناسب ذكر بعض كلماته (في الفتوحات المكية) وهو هذا: إن لله خليفة يخرج من عترة رسول الله من ولد فاطمة يواطي اسمه اسم رسول الله، جده الحسين بن علي (عليهما السلام) يبايع بين الركن والمقام يشبه برسول الله في الخلق - بفتح الخاء - وينزل عنه في الخلق - بضم الخاء - أسعد الناس به أهل الكوفة يعيش خمسا أو سبعا أو تسعا يضع الجزية على الكفار ويدعو إلى الله بالسيف ويرفع المذاهب عن الأرض فلا يبقى إلا الدين الخالص، أعداؤه مقلدة العلماء أهل الاجتهاد لما يرونه يحكم بخلاف ما ذهب إليه أئمتهم فيدخلون كرها تحت حكمه خوفا من سيفه يفرح به عامة المسلمين أكثر من خواصهم يبايعه العارفون من أهل الحقائق عن شهود وكشف بتعريف إلهي، له رجال إلهيون يقيمون دعوته وينصرونه ولولا أن السيف بيده لأفتى الفقهاء بقتله ولكن الله يظهره بالسيف والكرم فيطمعون ويخافون ويقبلون حكمه من غير إيمان ويضمرون خلافه ويعتقدون فيه إذا حكم فيهم بغير مذهب أئمتهم إنه على ضلال في ذلك لأنهم يعتقدون أن أهل الاجتهاد وزمانه قد انقطع وما بقي مجتهد في العالم وأن الله لا يوجد بعد أئمتهم أحدا له درجة الاجتهاد، وأما من يدعي التعريف الإلهي بالأحكام الشرعية فهو عندهم مجنون فاسد الخيال، انتهى. (2) فانظر بعين الإنصاف قوله: لله خليفة، وقوله: أسعد الناس به أهل المعرفة، وقوله: أعداؤه مقلدة العلماء أهل الاجتهاد، وقوله: لأنهم يعتقدون أن أهل الاجتهاد وزمانه قد انقطع.
وفي الينابيع عن الشيخ الجليل اليماني: