إلزام الناصب في إثبات الحجة الغائب - الشيخ علي اليزدي الحائري - ج ١ - الصفحة ٢٥٦
من المنظرين إلى يوم الوقت المعلوم) * (1).
وأما بقاء المهدي (عج) فقد جاء في الكتاب والسنة: أما الكتاب فقد قال سعيد بن جبير في تفسير قوله تعالى: * (ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون) * (2) قال: هو المهدي (عليه السلام) من ولد فاطمة (عليها السلام) (3). وأما من قال إنه عيسى، فلا تنافي بين القولين إذ هو مساعد للمهدي (عج) على ما تقدم. وعن مقاتل بن سليمان ومن تابعه من المفسرين في تفسير قوله تعالى:
* (وإنه لعلم للساعة) * (4) قال: هو المهدي يكون في آخر الزمان وبعد خروجه يكون أمارات ودلالات الساعة وقيامها (5).
وفي الينابيع عن سدير الصيرفي قال: دخلت أنا والمفضل بن عمر وأبو بصير وأبان بن تغلب على مولانا أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق (عليهما السلام) فرأيناه جالسا على التراب وهو يبكي بكاء شديدا ويقول: سيدي غيبتك نفت رقادي وأسلبت مني راحة فؤادي. قال سدير:
تصدعت قلوبنا جزعا فقلنا: لا أبكى الله - يا بن خير الورى - عينيك، فزفر زفرة انتفخ منها جوفه قال: نظرت في كتاب الجفر الجامع صبيحة هذا اليوم - وهو الكتاب المشتمل على علم ما كان وما يكون إلى يوم القيامة، وهو الذي خص الله به محمدا (صلى الله عليه وآله) والأئمة من بعده صلوات الله عليه وعليهم - وتأملت فيه مولد قائمنا المهدي (عج) فطول غيبته وطول عمره وبلوى المؤمنين في زمان غيبته وتولد الشكوك في قلوبهم من إبطاء ظهوره وخلعهم ربقة الإسلام عن أعناقهم، قال الله عز وجل * (وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه) * (6) يعني ولاية الإمام، فأخذتني الرقة واستعلت علي الأحزان. وقال: قدر الله مولده تقدير مولد موسى وقدر غيبته تقدير غيبة عيسى، وأبطأ كإبطاء نوح وجعل عمر العبد الصالح الخضر دليلا على عمره.
وأما مولد موسى فإن فرعون لما وقف على أن زوال ملكه بيد مولود من بني إسرائيل أمر بقتل كل مولود ذكر من بني إسرائيل حتى قتل نيفا وعشرين ألف مولود فحفظ الله موسى،

١ - الحجر: ٣٨.
٢ - التوبة: ٣٣.
٣ - مناقب آل أبي طالب: ١ / ٢٤٨، وينابيع المودة: ٢ / ٨٣.
٤ - الزخرف: ٦١.
٥ - تأويل الآيات: ٢ / ٥٧٠.
٦ - الإسراء: ١٣.
(٢٥٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 251 252 253 254 255 256 257 258 259 260 261 ... » »»