إرشاد العباد إلى استحباب لبس السواد - السيد ميرزا جعفر الطباطبائي الحائري - الصفحة ٥٧
مما لا يكاد يعد ويحصى.
وإن كان بوارد في خصوص مولانا الحسين عليه الصلاة والسلام منهم وممن تقدم عليهم من الأنبياء والأوصياء المخبرين عن الله سبحانه وتعالى بلسان الوحي (1) أو الرسول المنزل عليهم أكثر من غيره بمراتب شتى ولعل ذلك لعظم مصيبته التي تصغر عندها جميع المصائب (2) كما أخبر به جبرئيل (ع) آدم على نبينا وآله وعليه السلام.

(1) راجع المجلد الأول والثاني من كتاب أحسن الجزاء في إقامة العزاء على سيد الشهداء (ع) ففيه ما يشفي العليل ويروي الغليل.
(2) وذلك لعدم ورود مصائبه (ع) على أحد من الأنبياء ومن دونهم وقال الصادق (ع) كما في علل الشرايع ص 225 إن يوم قتل الحسين أعظم مصيبة من سائر الأيام وعلل (ع) ذلك بأن ذهابه كان كذهاب جميع الخمسة الطيبة الذين هم أكرم الخلق على الله كما كان بقاؤه كبقاء جميعهم فلذلك صار يومه أعظم الأيام مصيبة: قلت: وهذه إحدى العلل ولها علل أخرى وكما هو الظاهر من عدم حصره (ع) بذلك فلاحظ وراجع ج ل من أحسن الجزاء ص 292 ص 293 ولقد أجاد من قال في هذا المجال:
أنست رزيتكم رزايانا التي * سلفت وهونت الرزايا الآتية وفجايع الأيام تبقى مدة * وتزول وهي إلى القيامة باقية وقال آخر وأجاد أيضا:
كل الرزايا دون وقعة كربلا * تنسى وإن عظمت تهون عظامها
(٥٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 ... » »»