إرشاد العباد إلى استحباب لبس السواد - السيد ميرزا جعفر الطباطبائي الحائري - الصفحة ٢٨
سره في حدايقه فمال إلى الأخير حيث صرح في (1) هذا المقام بأنه لا يبعد استثناء لبس السواد في مأتم الحسين عليه السلام لاستفادة الأخبار بشعار الحزن عليه: عليه السلام: قال ويؤيده رواية المجلسي قدس سره عن البرقي في كتاب المحاسن (2) عن عمر بن زين العابدين عليه السلام أنه قال
(١) قال في الحدائق ج ٢ ص ١٤٢ من طبع تبريز سنة ١٣١٦ ه و ج ٧ ص ١١٨ من طبع النجف الأشرف سنة ١٣٧٩ ما هذا نصه:
(أقول) لا يبعد استثناء لبس السواد في مأتم الحسين عليه السلام من هذه الأخبار (أي الأخبار الدالة على الكراهة) لما استفاضت به الأخبار من الأمر بإظهار شعائر الأحزان ويؤيده ما رواه شيخنا المجلسي ره عن البرقي في كتاب المحاسن أنه روي عن عمر بن زين العابدين عليه السلام أنه قال لما قتل جدي الحسين المظلوم الشهيد لبسن نساء بني هاشم في مأتمه لباس السواد ولم يغيرنها في حر أو برد وكان الإمام زين العابدين عليه السلام يصنع لهن الطعام في المأتم: الحديث منقول عن كتاب جلاء العيون بالفارسية ولكن هذا حاصل ترجمته انتهى.
(أقول) وسيأتي نقل الحديث عن المحاسن بنصه فلاحظ وراجع.
(٢) المحاسن ج ٢ ص ٤٠٢ من طبع طهران سنة 1370 ه عن الحسن بن ظريف بن ناصح عن أبيه عن الحسين بن زيد عن عمر بن علي بن الحسين عليهم السلام قال: لما قتلالحسين بن علي عليهما السلام لبسن نساء بني هاشم السواد والمسوح وكن لا تشتكين من حر ولا برد وكان علي بن الحسين عليهما السلام يعمل لهن الطعام للمأتم انتهى.
وجه الدلالة على الاستحباب هو لبسهن ذلك بمحضره عليه السلام وعدم منعهن عن لبسه وأمرهن بغيره من مراسم العزاء وخصوصا بعد وجود مثل الصديقة الصغرى زينب الكبرى عليها السلام الذي لا يقصر فعلها عن فعل المعصوم لكونها تالية له في المقامات العالية والدرجات السامية: كما يدل عليه أنه شعار الحزن والعزاء على المفقود العزيز الجليل من قديم الزمان وسالف العصر والأوان: وكما هو المرسوم اليوم في جميع نقاط العالم كما لا يخفى فلاحظ .