ملحق بالصفحة - 35 قد أشرنا في التعليقة إلى أن المهم في فهم الآية والاستدلال بها على عصمة أهل البين يتوقف على بيان أمرين:
الأول: أن الآية وردت في سياق نساء النبي فكيف يستدل بها على عصمة أهل البيت؟
ولعل ما مر في الكتاب يكفي في حل هذا الإشكال ونضيف إليه أن وحدة السياق إنما يستدل بها إذا لم يكن هناك دليل صارف عنه كيف وقد تضافرت النصوص على نزولها في أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله.
الثاني: أن الإرادة الواردة في الآية إما إرادة تشريعية، أو تكوينية، فلو ارديت الأولى فلا تدل على العصمة لأنها ليست إلا طلب الطهارة من أهل البيت، وهو لا يختص بهم بل يعمهم وغيرهم جميعا ولو ارديت الثانية أي الإرادة التكوينية فلازمها الجبر وسلب الاختيار عنهم لأن إرادته سبحانه لطهارتهم لا تتخلف كما هو شأن إرادته سبحانه في جميع التصرفات التكوينية.