(ولقائل أن يقول: هذه الرواية على تقدير صحتها تكون دليلا على صحة دعوى عائشة، بل وعلى تقديمها على الخلفاء في الخلافة لو كانت المحبة دليلا على الإمامة؟!) وقال آخر: فإن عليا قال: من فضلني على أبي بكر وعمر جلدته حد المفتري (1).
قال المأمون: كيف يجوز أن يقول علي عليه السلام أجلد الحد على من لم يجب عليه الحد؟ فيكون متعديا لحدود الله عز وجل، عاملا بخلاف أمره، وليس تفضيل من فضله عليهما فرية.
وقد رويتم عن إمامكم أنه قال: وليتكم ولست بخيركم " (2) فأي الرجلين أصدق عندكم أبو بكر على نفسه، أو علي على أبي بكر؟ مع تناقض الحديث في نفسه، ولا بد له في قوله من أن يكون صادقا أو كاذبا، فإن كان صادقا فأنى عرف ذلك؟ أبوحي؟ فالوحي منقطع أو بالظن؟ فالمتظني متحير، فإن كان غير صادق فمن المحال يلي أمر المسلمين، ويقوم بأحكامهم، ويقيم حدودهم كذاب!
(ولقائل أن يقول: هذه الرواية على تقدير صحتها - لعل مراده عليه السلام: أن من فضلني عليهما بمعنى أن من اعتقد إمامتهما أيضا ولكن فضلني عليهما في ترتيب الإمامة حكمه كذا).
وقال آخر: إن النبي صلى الله عليه وآله قال: " أبو بكر وعمر سيدا كهول .