أهل الأمصار بمحضر الأنصار، عن أبي الحسن موسى بن جعفر عن أبيه (عليهما السلام) قال: لما حضرت رسول الله الوفاة دعا الأنصار وقال: يا معاشر الأنصار قد حان الفراق وقد دعيت وأنا مجيب الداعي، وقد جاورتم فأحسنتم الجوار ونصرتم فأحسنتم النصرة وواسيتم في الأموال ووسعتم في المسكن وبذلتم لله مهج النفوس والله مجزيكم بما فعلتم الجزاء الأوفى، وبقيت واحدة وهي تمام الأمر وخاتمة العمل، العمل معها مقرون جميعا، إني أرى أن لا أفرق بينهما جميعا لو قيس بينهما بشعرة ما انقاست، من أتى بواحدة وترك الأخرى كان جاحدا للأولى ولا يقبل الله منه عملا من الأعمال.
قالوا: يا رسول الله أين لنا نعرفها فلا نمسك عنها فنضل ونرتد عن الإسلام والنعمة من الله ورسوله علينا، فقد أنقذنا الله بك من الهلكة يا رسول الله قد بلغت ونصحت وأديت وكنت بنا رؤوفا رحيما شفيقا مشفقا فما هي يا رسول الله؟
قال لهم: كتاب الله وأهل بيتي فإن الكتاب هو القرآن ففيه الحجة والنور والبرهان كلام الله جديد غض طري وشاهد وحاكم عادل ولنا قائد بحلاله وحرامه وأحكامه يقوم به غدا فيحاج به أقواما فتزل أقدامهم عن الصراط، واحفظوني معاشر الأنصار في أهل بيتي فإن اللطيف الخبير قال: إنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض، ألا وإن الإسلام سقف تحته دعامة ولا يقوم السقف إلا بها فلو أن أحدكم أتى بذلك السقف ممدودا لا دعامة تحته فأوشك أن يخر عليه سقفه فيهوي في النار، أيها الناس الدعامة دعامة الإسلام وذلك قوله تعالى * (إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه) * فالعمل الصالح طاعة الإمام ولي الأمر والتمسك بحبل الله أيها الناس أفهمتم؟ الله، الله في أهل بيتي مصابيح الظلم ومعادن العلم وينابيع الحكم ومستقر الملائكة، منهم وصيي وأميني ووارثي مني بمنزلة هارون من موسى ألا هل بلغت؟ والله يا معاشر الأنصار ألا فاسمعوا ألا إن باب فاطمة بابي وبيتها بيتي فمن هتكه هتك حجاب الله، قال عيسى - يعني راوي الحديث -: فبكى أبو الحسن صلوات الله عليه طويلا وقطع عنه بقية الحديث وأكثر البكاء وقال: هتك حجاب الله هتك والله حجاب الله هتك والله حجاب الله يا أماه صلوات الله عليها (1).
التاسع والخمسون: الشيخ أحمد بن علي بن أبي منصور الطبرسي في كتاب الاحتجاج عن أبان ابن تغلب قال: قلت لأبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام): جعلت فداك هل كان أحد في أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنكر على أبي بكر فعله وجلوسه مجلس رسول الله (صلى الله عليه وآله)؟