السادس والأربعون: سليم بن قيس الهلالي في كتابه في حديث طويل عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: أيها الناس إن مناقبي أكثر من أن تحصى أو تعد ما أنزل الله في كتابه من ذلك وما قال رسول الله (صلى الله عليه وآله)، [أكتفي بها عن جميع مناقبي وفضلي... سأل رسول الله] عن قوله: * (والسابقون السابقون أولئك المقربون) *.
فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): أنزلها الله عز وجل في الأنبياء وأوصيائهم وأنا أفضل أنبياء الله ورسله، وعلي أخي ووصي أفضل الأوصياء، فقام نحو من سبعين رجلا من أهل بدر كلهم من الأنصار وبقية من المهاجرين منهم من الأنصار أبو الهيثم التيهان وخالد بن زيد أبو أيوب الأنصاري، ومن المهاجرين عمار بن ياسر فقالوا: نشهد أنا سمعنا رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول ذلك، قال: فأنشدكم الله في قوله: * (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم) * وقال: * (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون) * وقال: * (ولم يتخذوا من دون الله ولا رسوله ولا المؤمنين وليجة) *، فقال الناس: يا رسول الله أخاصة لبعض المؤمنين أم عامة لجميعهم؟ فأمر الله نبيه أن يعلمهم ولاة أمرهم وأن يفسر لهم من الولاية ما فسر لهم من صلاتهم وزكاتهم وصومهم وحجهم، فنصبني رسول الله (صلى الله عليه وآله) بغدير خم فقال: إن الله عز وجل أرسلني برسالة ضاق بها صدري وظننت أن الناس يكذبوني فأوعدني لأبلغها أو ليعذبني، ثم نادى بأعلى صوته بعد ما أن نادى بالصلاة جامعة فصلى بهم الظهر ثم قال: يا أيها الناس إن الله مولاي وأنا مولى المؤمنين وأنا أولى بهم من أنفسهم من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، فقام إليه سلمان الفارسي فقال: يا رسول الله (صلى الله عليه وآله) ولاؤه كماذا؟ فقال: ولاؤه كولايتي من كنت أولى به من نفسه فأنزل الله عز وجل * (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا) * فقال سلمان: يا رسول الله هذه الآيات في علي خاصة؟ فقال: نعم وفي أوصيائه يوم القيامة فقال سلمان: يا رسول الله سمهم لي، فقال علي أخي ووزيري وخليفتي في أمتي وولي كل مؤمن بعدي وأحد عشر إماما ابني الحسن وابني الحسين ثم التسعة من ولده واحدا بعد واحد القرآن معهم وهم مع القرآن لا يفارقونه حتى يردوا على الحوض. فقام اثني عشر رجلا من البدريين فشهدوا أنا سمعنا ذلك من رسول الله (صلى الله عليه وآله) كما قلت سواء لم تزد فيه ولم تنقص منه، وقال بقية السبعين: قد سمعنا كما قلت ولم نحفظه كله وهؤلاء اثنا عشر خيارنا وأفضلنا، فقال: صدقتم ليس كل إنسان يحفظ بعضهم أحفظ من بعض، فقام من الاثني عشر أربعة: أبو التيهان وأبو أيوب الأنصاري وعمار وخزيمة بن ثابت ذو الشهادتين فقالوا: نشهد أنا قد حفظنا قول رسول الله (صلى الله عليه وآله)